الوافي: المغرب سيحدث آلية لسوق الكربون

DR

في 07/07/2017 على الساعة 17:39

قالت كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة نزهة الوافي، اليوم الجمعة بالرباط، إن ‏الحكومة المغربية تريد إحداث آلية لسوق الكربون خلال السنوات المقبلة، مناسبة ‏للظرفية الاقتصادية للمغرب، والتي يمكن أن تولد أرصدة للكربون تمكن من ‏الاندماج في نظام دولي مؤطر لتبادل الأرصدة على الصعيد الجهوي أو العالمي.

وأضافت الوافي، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمناظرة الوطنية الأولى لتهيئ ‏المغرب لسوق الكربون، أن اختيار هذه الآلية ينبغي أن يأخذ بعين الاعتبار آليات ‏السوق الجديدة على المستوى الدولي وخصوصا ما جاء في اتفاق باريس للمناخ ‏نهاية 2015 من توصيات مقررة في البند السادس من الاتفاق، وكذا التقدم ‏الحاصل على المستوى الوطني في قطاعات الكهرباء والفوسفاط والاسمنت في ما ‏يتعلق بحسابات الغازات الدفيئة وإجراءات تحسين جودة مراقبة وإدارة المعطيات ‏المتعلقة بالانبعاثات.‏

وأبرزت أن الحكومة تراهن على مشروع تهيئ المغرب لهذه السوق الواعدة، عبر ‏العمل على وضع البنية التحتية الأساسية لأي نوع من أنواع أرصدة الكربون ذات ‏المصداقية الدولية والمدعمة بآلية مناسبة لائتمان الكربون والمبنية على قاعدة ‏‏"الترقيم والتتبع والمراجعة"، المعترف بها من طرف الوكالات العالمية للجودة. ‏

وفي إطار تنفيذ أنشطة مشروع تهيئ المغرب لهذه السوق الواعدة (سوق ‏الكربون)، أشارت الوافي إلى أن الحكومة شرعت مؤخرا في إنجاز دراسة ‏أولية تهدف إلى تقييم معمق لمختلف أدوات تخفيف انبعاثات الغازات الدفيئة في ‏المغرب، وتصميم نظام القياس وإعداد التقارير والتحقق من بيانات الانبعاثات ‏والآثار المترتبة على تنفيذها.‏

من جهته، قال وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، عزيز الرباح، إن ‏المغرب يعرف حاليا نهضة اقتصادية تؤسس لنظام اقتصادي قوي يقاوم التحديات ‏والتغيرات العالمية، عبر تعزيز العديد من القطاعات كالصناعة والاستثمار ‏والبنيات التحتية التي توجب بدورها استعمال كمية كبيرة من الطاقة، مبرزا في ‏هذا الصدد أن هذه النهضة تتم على حساب المناخ والبيئة عموما. وأبرز السيد ‏الرباح أن مسؤولية إرساء نظام متوازن يأخذ بعين الاعتبار التغيرات المناخية من ‏جهة وتعزيز نظام اقتصادي قوي من جهة أخرى تقع على جميع الأطراف ‏المعنية، مشيرا إلى أن هذا النوع من الندوات يشكل فرصة للترويج لنموذج ‏مغربي اقتصادي وبيئي لائق.‏

وبدوره، اعتبر وزير الاقتصاد والمالية، محمد بوسعيد، أن هذه المناظرة الوطنية ‏تشكل فرصة للوقوف على ما تم تحقيقه في مجال المناخ بالمغرب بعد احتضانه ‏لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية (كوب 22 ) في ‏نونبر الماضي بمراكش، والتي ألزمت دول العالم بمجموعة من الاتفاقيات التي ‏تندرج في إطار المحافظة على المناخ.‏

وأضاف بوسعيد أن المغرب أصبح يشكل نموذجا في مجال إنتاج الطاقات البديلة، ‏مبرزا في هذا الصدد أن الاستثمار في هذا القطاع يساهم بشكل جلي في تعزيز ‏الاقتصاد الوطني وإرساء دينامية متجددة بالمجال الصناعي بالمغرب، وذلك عبر ‏خلق مناصب الشغل، داعيا المشاركين في هذه المناظرة إلى تعميق النقاش ‏للخروج بتوصيات فعالة ذات نفع على البيئة والسير على خطى (كوب 22) ‏ومواصلة رسم المسار التنموي الناجح للمغرب في هذا المجال.‏

أما رئيس (كوب 22) صلاح الدين مزوار، فأكد أن موضوع سوق الكربون ‏يكتسي أهمية بالغة في سياق التغيرات المناخية التي يعرفها العالم، حيث شكل ‏موضوعا للنقاش في العديد من الندوات واللقاءات التي تعقدها رئاسة (كوب 22) ‏والتي يتم خلالها مراعاة نظام السوق والظرفية الاقتصادية بالعالم إلى جانب العديد ‏من المتغيرات. ‏

وأضاف مزوار في كلمة تلاها بالنيابة عنه السفير المكلف بالمفاوضات في (كوب ‏‏22) عزيز مكوار، أنه سواء تعلق الأمر بالدول المتقدمة أو النامية، يبقى موضوع ‏‏"الاستثمار النظيف" مشروعا استراتيجيا يجب تدارسه بين كل الأطراف من ‏القطاع العام والخاص، في إطار دينامية فعالة تحترم المادة السادسة من اتفاقية ‏باريس. ‏

من جانبها، أشادت نزهات خان السفيرة المكلفة بالمفاوضات لدى رئاسة (كوب ‏‏23)، عن الرئاسة المقبلة لهذا المؤتمر، بالنجاح الذي حققته قمة (كوب 22 ) تحت ‏القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وكذا بالدعم الذي قدمه المغرب ‏لرئاسة (كوب 23).‏

وأعربت المسؤولة عن إعجابها بالرؤية التي يتبناها المغرب عبر تنظيم مؤتمرات ‏مماثلة، خصوصا حول موضوع سوق الكربون، الذي من شأنه أن يشكل رافعة ‏تنموية للأنظمة الاقتصادية بالدول الإفريقية وبالنظر لآثاره الإيجابية على المناخ ‏عبر التقليص من آثار الغازات الدفيئة من جهة وتنمية الاقتصاد من جهة أخرى. ‏

وتهدف هذه المناظرة إلى تقديم تجربة المغرب في مجال الطاقات المتجددة، ‏والتعريف بسوق الكربون بالعالم وإشراك الفاعلين الوطنيين والدوليين في هذه ‏المقاربة، وتعبئة المؤسسات المالية الدولية والنهوض بدور المغرب كفاعل رئيسي ‏لتنفيذ اتفاقية باريس.‏

ويأتي هذا اللقاء، الذي يعرف مشاركة حوالي 300 شخص من القطاع السياسي ‏والاقتصادي والمالي على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي، في إطار مشروع ‏الشراكة من أجل تهيئ المغرب لاعتماد سوق الكربون كوسيلة للحد من انبعاث ‏الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي بهدف التقليل من أخطار التغيرات المناخية.‏

تحرير من طرف Le360 مع و.م.ع
في 07/07/2017 على الساعة 17:39