يجمع ياسين عدنان في كتاباته بين الشعر والرواية وأدب الرحلة. ذلك إن نصوصه باتت تتميّز بإبدالات هامّة على مستوى التخييل. استطاع عبرها ياسين عدنان تكريس قدرته على الكتابة والانتقال من جنس إلى آخر مع الحفاظ على العمق الأدبي على مستوى الكتابة. عمل عدنان على تشريح أعطاب المجتمع المغربي، انطلاقاً من وسائل التواصل الاجتماعي، إذْ يرصد خيبات المجتمع من العوالم الافتراضية. وبدت الرواية للقارئ كأنّها امتداد عميق للحياة في فوضاها. إذْ تُعدّ أولى الروايات التي جعلت من الفايسبوك مختبراً للتفكير والتخييل. وذلك من خلال شخصية رحّال التي تُمثّل صورة مصغرة عن الفرد داخل المجتمعات المعاصرة.
في حوار مع ياسين عدنان يقول لـ le360 « لقد كتبنا الكثير عن القرية والمدينة والحارة والمسجد والسوق والمقهى والحانة، فلِمَ لا نكتب عن الفايسبوك مثلا هو وغيره من العوالم الافتراضية وفضاءات التواصل الاجتماعي التي بِتْنا نقضي فيها الساعات الطّوال وتحوّلت فعلا إلى فضاءات عيش موازية لنا؟ السؤال الثاني الذي كان يشغلني هو: هل حينما ننتقل للفضاء الافتراضي نتحوَّل إلى أرواح أثيرية هيمانة؟ أم أننا نحمل معنا كلّ أعطابنا الروحية والنفسية؟
يضيف « لهذا اخترتُ شخصية رحّال العوينة، الجبان الرِّعديد خامل الذِّكر، الذي لم يكن متعطِّشا للشهرة كما جاء في سؤالكم، بل إلى الرغبة في الانتقام من كل مَن قَهره وأساء له في العالم الواقعي. هكذا استغلَّ رحّال حالة الغُفْلِيَة التي أتاحَتْها له الأسماء المُستعارة والبروفايلات المُلفَّقة على الفايسبوك، وبدأ يعيث فسادًا في المجرّة الزرقاء، يؤذي الناس ويُحقِّرهم، يُلفِّق لهم التهم ويبثُّ حولهم الإشاعات وينال منهم بشراسة عالية وعدوانية مجانية ».