في حواره هذا يروي صاحب كتاب «رحيل يهود المغرب: قضايا ومسارات» حكاية يهوديات تزوجن بالمسلمين، لافتاً الانتباه أنّ هذا الزواج تم بطريقة عفوية ولا تُحرّكه أي دوافع سياسية أو إيديولوجية أو حتّى اجتماعية، لأنّ أغلب حالات الزواج تكشف عن فقر هذه العائلات فيما بينها. وبالتالي، فإنّه لا توجد أي دوافع باستثناء علاقات حبّ عادية تمت فيما بينهم كما هو الحال لجميع البشر. بينما توجد بعض الكتابات الأجنبية التي تُحاول أنْ تُحمّل المسلمين مسؤولية إجبار اليهوديات على دخول الإسلام.
ولا يفوت الباحث الإشارة في كتابه إلى أنّ رحيل اليهود عن المغرب، تصدّت له العديد من الأفلام السينمائية مثل فيلم «فين ماشي يا موشي» للمخرج حسن بنجلون و«عايدة» لإدريس المريني، ثم «وداع أمهات» لمحمد إسماعيل. وحول مدى إمكانية اعتبار اليهود اليوم، مُكوّناً من مكوّنات المجتمع المغربي، يعتبر الكوهن أنّه طالما كان اليهود أحد أبرز مكونات هذا المجتمع، إلاّ أنّ مدى حضورهم داخل المجتمع لم يتقلّص، بقدر ما «لم يعودوا مرئيين».
ويرى الباحث أسامة الزكاري في تقديمه للكتاب موضوع الحوار، بأنّ موضوع حضور المكون اليهود «داخل نسق الكتابة التاريخية الوطنية مثار العديد من الإشكالات المركزية في البحث وفي التوثيق، سواء على مستوى تجميع المادة الوثائقية، أم على مستوى تصنيف المضان المصدرية، أم على مستوى الاهتمام بالمخلفات المادية وبالشواهد الماضية، أم على مستوى استثمار رصيد التراث الشفاهي العبري الغني والمتجدد».




