وحسب بلاغ صحفي، تحصل le360 على نسخة منه، فإن هذا القرار «يأتي نتيجة الظروف الأليمة المرتبطة بوفاة الشيخ مولاي جمال الدين، وكذلك بسبب بعض الإكراهات التنظيمية الطارئة التي حالت دون انعقاد الملتقى في موعده المحدد».
ويرى مراقبون أن هذا التأجيل فرضته الأزمة التي تعيشها الطريقة القادرية البودشيشية بعد وفاة شيخها جمال الدين، وما أعقب ذلك من جدل واسع حول مسألة الخلافة الروحية، بعدما برزت أنباء متضاربة بشأن تنازل نجله الأكبر منير القادري بودشيش عن المشيخة لفائدة شقيقه الأصغر معاذ، حيث لم يتم الحسم بعد خليفة الشيخ جمال الدين، الذي وافته المنية قبل أسابيع.
كما شمل قرار التأجيل أيضا «الدورة الثالثة عشر للقرية التضامنية»، التي كانت مقررة من 4 إلى 7 شتنبر 2025، حيث تم إرجاؤها إلى موعد لاحق سيتم الإعلان عنه فيما بعد، وذلك بهدف «ضمان الإعداد الأمثل» لهذه الفعاليات الهامة.
إقرأ أيضا : الزاوية البودشيشية.. إرث صوفي عريق يواجه الصراع على الخلافة
وتوجهت مؤسسة الملتقى في بلاغها بخالص الامتنان والتقدير لجميع العلماء الأفاضل والباحثين والمتدخلين الكرام، الذين لبوا الدعوة وأسهموا بعلمهم وتجاربهم في هذه المحطة العلمية والروحية، مؤكدة أن مساهماتهم ستبقى راسخة في ذاكرة مسيرة الملتقى، وتشكل دعامة أساسية للفكر والمعرفة، وتعكس روح التعاون والتكامل التي تميز هذه الظاهرة الحضارية.
ويُعد الملتقى العالمي للتصوف، الذي تنظمه مؤسسة الملتقى، حدثا سنويا هاما، يستقطب سنويا آلاف المشاركين من أكثر من 80 دولة، بينهم علماء دين بارزون، وأكاديميون، وباحثون في الفكر الإسلامي، ومفكرون من مختلف الثقافات والديانات، بالإضافة إلى أعداد غفيرة من مريدي الطريقة وأتباعها.
وقد شهدت الدورات السابقة للملتقى نقاشات ثرية وعروضا علمية معمقة حول مختلف جوانب التصوف، بما في ذلك تاريخه، وفلسفته، وممارساته الروحية، وتأثيره على الحضارات والثقافات.
واستضافت النسخ السابقة شخصيات بارزة في عالم التصوف والفكر الإسلامي، مما أتاح للمشاركين فرصة فريدة للتفاعل مع كبار العلماء، والاستفادة من خبراتهم، حيث تتميز الدورات بالتركيز على قضايا معاصرة تتعلق بالتصوف، مثل دوره في تعزيز السلام والتسامح، ومساهمته في التنمية الروحية والاجتماعية، والتحديات التي تواجهه في العصر الحديث.
وتسعى مؤسسة الملتقى من خلال هذه الدورات إلى إحياء التراث الصوفي الأصيل، وتعزيز الحوار بين الثقافات، وتقديم رؤية متجددة للتصوف، كمنهج حياة روحي وأخلاقي، يهدف إلى الارتقاء بالإنسان وتحقيق السكينة والطمأنينة.




