أعلنت دار « الفنك » للنشر عبر حسابها الرسمي بموقع فيسبوك أن قائمي المعرض قاموا بمنع عرض الكتاب وإزالة إعلانه، معتبرين الكتاب « مسيئًا للقارئ ».
وأعرب ناشرو الكتاب، في تصريحات صحفية، عن استيائهم من « المنع المتكرر لأعمال المرنيسي »، مشيرين إلى أن الكتاب « متاح عبر الإنترنت وتتداول نسخ مقرصنة منه في العالم العربي ».
يشار إلى أن هذا الكتاب، الذي أصدرته المرنيسي باللغة الفرنسية سنة 1987، كان قد تم منعه سابقا في المعرض الدولي للكتاب بالرياض العام الماضي من طرف السلطات السعودية.
ويعتبر كتاب « الحريم السياسي » الذي قدمته دار النشر « الفنك » في المعرض، أول نسخة مترجمة بشكل قانوني من قبل الدار المالكة لحقوق النشر. ويثير هذا المنع تساؤلات حول حرية التعبير في العالم العربي، خاصةً مع تاريخ المرنيسي الذي اعتبرت فيه من الباحثات الشجاعات في مجال الاجتماع والكتابة.
وعرفت فاطمة المرنيسي بشجاعتها في كسر « الطابوهات » الاجتماعية والثقافية المتعلقة بالمرأة والجنس، وتسليط الضوء على قضايا الحجاب وثقافة الحريم في المجتمعات العربية والإسلامية. وترجمت العديد من أعمالها إلى لغات عالمية، ما يبرز أهمية أفكارها وتأثيرها العالمي.
ويرى بعض الناشرين أن هذا الحظر يجسد تحديات حرية التعبير في المنطقة، مع الحاجة المستمرة إلى فتح حوارات مفتوحة حول الفكر والثقافة في المجتمعات العربية.
جدير بالذكر أن عالمة الاجتماع المغربية فاطمة المرنيسي توفيت سنة 2015 عن سن الخامسة والسبعين، بعد مسار شكلت خلاله إحدى أبرز رموز الجامعة المغربية، وحصلت على جوائز من بينها جائزة « أمير إستورياس »، وجائزة « إيراسموس ».