وتحولت الأمسية إلى ما يشبه العرس الروحاني، أضاءت جنباتها أصوات مبدعة وأرواح متألقة، لتخلق حالة فريدة من التقرب الإلهي والتجلي الروحاني، حيث كان نجم الأمسية بلا منازع، مولاي معاذ، نجل شيخ الطريقة، والذي أسر القلوب بألحانه الشجية وكلماته العذبة، ليُضفي على الأجواء نفحات من سر فن السماع الأصيل.
وبصوته الذي يفوح بعبق التراث وصفاء الذكر، نسج مولاي معاذ توليفة بديعة من الكلمات والألحان، فكان كل نغم بمثابة جوهرة فريدة تنثر أريجها في فضاء العشق الإلهي الرحب، لتعم المكان الأجواء الربانية، وتساهم في إزالة الحواجز بين الحاضرين، وتفتح القلوب على مصراعيها لنور المحبة الإلهية.
فكل حرف تمت تلاوته وكل مقام تم إنشاده، كان بمثابة وتر حساس في قيثارة العشق، لامس أرواح الحضور، وأيقظ فيهم مشاعر الشوق والوجد العميق، ليسدل الستار على هذه الليلة المباركة، بفرحة غامرة، وبقلوب طهرتها الأنغام، وأرواح حملت معها بركة المجلس الروحاني.
وقد ردد الحاضرون في دواخلهم عبارات الثناء والتقدير، مؤكدين على أنهم كانوا شهودا على عرس روحي فريد من نوعه، اجتمع فيه جمال النغم مع عمق السر الروحاني، ليتحقق الوصل المنشود والصفاء الروحي العميق.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا