يقول الباحث عن كتابه هاذ بأنّ الغرض من التأليف متمثل في « طبيعة العقل الإنساني وأنشطته كالوعي والقصدية وعلاقتهما باللغة وبالجسد وبالعواطف وطبيعة الذكاء الإنساني وسائر سمات الإنسان الطبيعية التي تجعل تفكيره متفرّداً بخلاف سائر طرق وكيفيات معالجة أي منظومة ذكية أخرى. من خلال الانفتاح على نتائج مباحث معرفية مختلفة (فلسفة الجسد، فلسفة العقل، نظرية الذكاءات المتعددة) وباستحضار أدوار عناصر معرفية أخرى كالعاطفة والوجدان من منطلق أدوارهما في التفكير بوجه عام وعبر منظور يزاوج بين الأنطولوجي والإبيستمولوجي، قمنا بمناقشة تصوّر سيرل وبيان حدوده، مدافعين عن مقاربة طبيعية أغنى، لكونها قائمة على اعتبار الوعي والقصدية ليسا مجرّد نشاطين عقليين خالصين، بقدر ما هما ممتدين في التكوين الإحيائي للإنسان بأبعاده الجسدية والوجدانية والحدسية ».
ويضيف عز الدين العمراوي الحاصل على الدكتوراه في الفلسفة المعاصرة والذي يشغل حالياً أستاذاً بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور بأنّه « لما كانت غاية ما تقوم به الكثير من المقاربات التي تسترشد بالفيزياء والبيولوجيا والذكاء الاصطناعي وغيرهم من علوم ذات بعد مادي أساساً هي العمل على وصف الحالة وتحليلها وتفسيرها، لا تعليلها وفهم أسبابها والغايات الممكنة لوجودها، فإنّها غالباً ما ترى العالم وظواهره والإنسان وملكاته إلاّ وفق رؤية اختزالية. ومنه فالبرغم من ادعاء تجاوزها للتفسيرات الشائعة وزعم تخلصها من الأحكام المسبقة غالباً ما تسقط أيضاً في الافتراضات والتفسيرات التي حرصت على تجنّبها ».
