يأتي هذا الفيلم في إطار انفتاح الكلاعي على التجربة التلفزيونية والتي هي في عمقها عبارة عن امتداد حقيقي لتجربته السينمائية المبنية على شعرية الصورة السينمائية والحفر في بنية واقعها. ويسمح هذا العبور للكلاعي من عملية تقريب عوالمه التخييلية من المشاهد العادي بعيداً عن الفرجة السينمائية وعوالمها. والحق أنّ هذا العبور يبني شرعيته في النجاحات التي حققها الكلاعي بأفلامه السينمائية التي تحاول دائماً خلق سينما مغايرة. على هذا الأساس يُشجّع القطب التلفزيوني العمومي مثل هذه الأعمال وعياً منه بقيمة بعض المخرجين والإمكانات المذهلة التي يحبلون بها في سبيل تحقيق نهضة تلفزيونية حقيقة تنعس بشكل إيجابي على الأفلام والمسلسلات.
يحرص الكلاعي في عمله الجديد على المزج بين تجارب فنية من أجيال مختلفة وحساسيات ومتباينة يجمعها مفهوم الأداء، بما يجعل العمل التلفزيوني يحظى ببعضٍ من الأصالة والتفرّد والاختلاف عن باقي الأعمال الرمضانية. والحق أنّ طريقة الكلاعي في الكتابة والتصوير تجعل أعماله الفنية تحظى بإشادة كبيرة من لدن العاملين في مجال الفنّ، وعياً منهم بقيمة أفلامه وما تلعبه من دور فعّال في بناء مشروع سينمائي جديد أكثر معرفة بالتحوّلات الفنّية والجماليّة التي طالت مجال الإبداع السينمائي.




