مؤسسة الملتقى تبحث في ندوة بالبيضاء تحديات المحتوى الرقمي بين الحرية والمسؤولية

مولاي منير القادري بودشيش، رئيس مؤسسة الملتقى

في 21/03/2025 على الساعة 22:30

استضافت مدينة الدار البيضاء، أمس الخميس 20 مارس 2025، ندوة فكرية نظمتها مؤسسة الملتقى تحت عنوان « المحتوى الرقمي ورهان القيم: بين الحرية والمسؤولية ».

وجمعت الندوة نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجالات القانون والإعلام والأمن، بالإضافة إلى صناع محتوى، لمناقشة التحديات المتزايدة التي يفرضها التطور التكنولوجي السريع على منظومة القيم الأخلاقية في المجتمع.

وركز هذا الحدث العلمي على إشكالية أساسية تتمثل في ضرورة إيجاد توازن دقيق بين حرية التعبير، التي تعتبر ركيزة أساسية في المجتمعات الحديثة، وبين المسؤولية الرقمية التي تفرضها طبيعة الفضاء الرقمي وتأثيره المتزايد على الأفراد والمجتمعات.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد مولاي منير القادري بودشيش، رئيس مؤسسة الملتقى، على أهمية استعادة القيم الأصيلة كحصن منيع في مواجهة تحديات العصر الرقمي المتسارع، محذِّرا من التداعيات السلبية للعولمة والاستهلاك الإعلامي غير المنضبط على الهوية الثقافية للمجتمعات.

وشدد مولاي منير على أن التحولات التكنولوجية المتسارعة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي والرقمنة، تطرح تحديات أخلاقية وقيمية عميقة، تتطلب مقاربة تشاركية، تجمع بين وضع إطار قانوني ناظم للمحتوى الرقمي، وتعزيز المسؤولية الاجتماعية لدى كافة الفاعلين في هذا المجال.

ولفت رئيس مؤسسة الملتقى النظر إلى أن التكنولوجيا، على أهميتها، لا يمكن أن تكون مصدراً للقيم الأخلاقية، مؤكداً على أن العودة إلى المبادئ والقيم الأصيلة يشكل ضرورة ملحة لحماية الأفراد من الانزلاقات والانحرافات الرقمية المحتملة، ومستشهدا بالدين الإسلامي، باعتباره جاء ليتمم مكارم الأخلاق، وهو ما يحتاجه العالم اليوم لمواجهة الفراغ الروحي والتفكك الاجتماعي الذي تعاني منه بعض المجتمعات الغربية، على حد تعبيره.

وفي ختام كلمته، أكد مولاي منير على أن «جهاد النفس» يمثل الوسيلة الأنجع لمواجهة التحديات الرقمية المتنامية، داعياً إلى ضرورة الاستثمار في الثقافة والقيم كسبيل أساسي لحماية الأفراد والمجتمعات من المخاطر الرقمية المتزايدة التي تهدد النسيج الاجتماعي والقيمي.

وتميزت الندوة بمشاركة واسعة من الخبراء والمتخصصين، من بينهم العميد مهدي مريزق، رئيس الفرقة الولائية للجرائم الإلكترونية بولاية الأمن بالدار البيضاء، الذي قدم رؤيته الأمنية لتحديات الفضاء الرقمي، بإلإضافة إلى حكيم فضيل الإدريسي، رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة مقاطعات الدار البيضاء أنفا، الذي أثرى النقاش بوجهات نظره الدينية.

إلى جانب ذلك، عرفت الندوة حضوراً لافتاً للإعلاميين وصناع المحتوى الرقمي، من بينهم إيمان أغوتان، الصحافية والإعلامية، ومحمد مصطفى الفكاك المعروف بـ«سوينغا»، ورضوان الرمضاني، مدير إذاعة ميد راديو، ومحمد الرماش، المذيع بقناة الجزيرة.

تحرير من طرف محمد شلاي
في 21/03/2025 على الساعة 22:30