يعتبر فعل الرقابة أحد أبرز العوامل التي تجعل السينما المغربية تدور في فلك التدوير والتقليد. ذلك إنّ الجهة الوصية على الفنّ السابع تتعمّد استخدام مقص الرقابة على الأفلام فتُحوّل الأعمال الفنية على جمالياتها الفنية وأصالتها السينمائية إلى أعمال هشّة ومُتصدّعة في جسدها ولقطاتها. أمرٌ كهذا يُعاينه الوسط الفني ودائماً يجعلون من مناسبات كهذه وسيلة للتعبير عن سخطهم تجاه هذه السلوكات التي لم تعُد مقبولة داخل الوسط الفنّي. ورغم الجدل الذي يحدثه النقاد والسينمائيين وكافة العاملين في الوسط الفنّي، إلاّ أنّ هذه السلوكات تتكرّر إلى ما لانهاية داخل المهرجانات الفنية. كيف يجوز أنْ نُراقب الناس في أذواقهم واختياراتهم فيما يُريدون هم أنْ يشاهدونه.
وعلى اختلاف التلفزيون بوصفه وسيطاً جماهيرياً يفرض بعض الشروط الأخلاقية لعرض الأعمال الفنّية، تبقى الأعمال المعروضة في صالات السينما خاصّة بالجمهور وهو المسؤول عن اختيارها ومشاهدتها. وبالتالي، لا يحقّ لأيّ جهة كانت أنْ تتدخّل في اختيار ما يريد المشاهد مشاهدته بحكم أننا نعيش في زمن الحريات الفردية التي تتلاشي فيها كل السلط القمعية من قوانين زجرية تسيء للسينما المغربية وتجعلها سينما تقليدية تحتكم إلى شروط أخلاقية لا أكثر.
في تصريحه الخاصّ لـ le360 يقول المخرج فوزي بنسعيدي « أعتقد أننا نعيش في عالم لا يمكن أن تستخدم فيه مقص الرقيب لأن كل ما ستمنعه عن الناس سيشاهدونه في خلوتهم وهو في نظري عدم مواكبة ما يحدث في العالم. أنا شخصيا ليس لدي رقابة ذاتية فبعد 25 سنة من الاشتغال لم تترسبّ داخلي هذه الرقابة الذاتية والشيء الذي ساعدني هو أنه صنعت الأفلام ولم يكن عندي أدنى رقابة على السيناريو. فكلّ أفلامي حصلت على الدعم وانتهى تصويرها وعرضت في مجمل مهرجانات العالم لكنّها تُمنع يوماً ».
يُضيف « فيلمي « ألف شهر » حول سنوات الرصاص في 2003 ولم تكن فيه أي رقابة وأيضا « موت للبيع » الذي حاولت فيه فهم علاقة الحب بين شخصية فهد بنشمسي وشخصية إيمان مشرافي أنها علاقة جسدية قوية وليس حبا مثاليا فقط، فصورنا العديد من اللقطات التي قد تسمى حاليا حميمية لكنها كانت ضرورية ومرّت ولم يكن هناك أي مشكل. لهذا أعتقد أنه من الضروري أن نتوقف عن فعل الرقابة التي تسيء إلينا بحيث يصعب عليك أنْ تراقب الأشياء الآن، لأنّ كلّ شيء أصبح مفتوحاً اليوم ».