وافتتح الحفل الديني بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها على مسامع الحاضرين القارئ محمد الودغيري، تلتها أمداح دينية تحتفي بذكر مولد خير البرية، وتتغنى بخلقه الحسن وأثره الطيب، كمحطة رئيسية من المحطات الدينية والثقافية للطريقة الرحمونية، وسط حشود من مختلف الفئات العمرية، حجوا من مختلف مدن المملكة، حرصا على إذكاء تعاليم دين الإسلام السمحة.
ورفع الحاضرون في ختام الليلة الدينية أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يحفظ أمير المؤمنين الملك محمد السادس، وأن يقر عينه بولي العهد الأمير مولاي الحسن، وأن يشد أزره بشقيقه الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
وقال محمد العلمي, وهو من زوار زاوية سيدي قاسم بن رحمون، في تصريح لـLe360، «إن الاحتفال بمولد الرسول الكريم يعتبر من السنن الكونية الطيبة، ومناسبة غالية على قلوب المسلمين، خصوصا الشعب المغربي»، مشيرا إلى أن ليلة ميلاد الرسول هي ليلة سلام وأمن واطمئنان.
وأكد محمد العلمي، أن ليلة ميلاد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، شكلت عاما بهيجا لسائر البشرية، أضيئت فيها الأرض بشموع المحبة والسلام، مضيفا أن مريدي الزاوية الرحمونية دأبوا على إحياء هذه الشعيرة الدينية شيوخا وشبابا، لما لها من فضائل كثيرة في تزكية الروح، وباعتبار مدينة فاس العاصمة الروحية للمملكة ورمز السلام والوئام والتسامح والتعايش، منبع العلم والمعرفة والحضارة العريقة.
ومن جهته، أشار محمد الإدريسي، وهو مادح بزاوية سيدي قاسم بن رحمون، إلى أن هذه الليلة الدينية هي إدراك للقيمة العظيمة بالاحتفال بمولد رسول الله، كما تمثل احتفالا رمزيا ملتزما بالقرآن والسنة في قلب زوايا مدينة فاس، حيث يواظب الشباب كل يوم خميس بعد صلاة العشاء، على تلاوة القرآن والصلاة على رسوله الكريم، وقراءة كتاب دلائل الخيرات، تحث إشراف ناظر الزاوية مولاي الودغيري.
وأضاف المتحدث ذاته أن الاحتفال بذكرى ميلاد الرسول الكريم محطة راسخة وأساسية للتعبير عن التشبث بأهداب العرش العلوي المجيد، كما أنها مناسبة دينية لاستحضار السنن الحميدة لخاتم الأنبياء والمرسلين.
وتجدر الإشارة إلى أنه بحلول هذه المناسبة الدينية، عادة ما تشهد أضرحة وزوايا المدينة العتيقة لفاس، نشاطا دينيا ملحوظا ومتميزا، بحيث يمكن اعتبار هذا اليوم مثل عيد للزوايا والطوائف الصوفية بامتياز، يجتمع فيه رواد الطائفة بأعداد غفيرة جدا لإقامة حفلاتهم، بدءً بجلسات الذكر، تتناوب خلالها القصائد والموشحات في تمجيد الله عز وجل، ومدح الرسول الكريم.