بالفيديو - الشاعر والمُفكّر أدونيس لـle360: أسوأ من يُدمّر العالم الديني الإسلامي اليوم هم المسلمون أنفسهم

الشاعر والمُفكّر أدونيس: أسوأ من يُدمّر العالم الديني الإسلامي اليوم هم المسلمون أنفسه

في 10/06/2023 على الساعة 10:15

فيديوقال الشاعر والناقد والأكاديمي والمفكر السوري أدونيس إنّ «المشاكل التي يعاني منها العالم العربي ليس سببها الدين، وإنّما فهمنا الخاطئ لهذا الدين، وما يترتّب عنه من سوء تأويل». وأوضح، في حوار خاصّ مع Le360، أن ذلك لكون الإسلام نفسه ضدّ كل التوجّهات التي تُحاول استغلال هذا الرأسمال الديني في سوق المضاربات اليوميّة، معتبرا أنّ «هذه المنفعة لأغراضٍ سياسيّة محضة ينبغي رفضها بشكل قطعي».

حرص علي أحمد سعيد إسبر، المعروف باسمه المستعار أدونيس، في هذا الحوار، على نقد الثنائية المركزيّة الكبرى بين الديني والسياسي، على أساس أنّ الرأسمال الديني لا ينبغي استغلاله سياسياً. واعتبر أنّ الخروج من تبعية العرب للغرب « غير ممكنة إلاّ بالخروج من المؤسّسة الدينية » حتّى لا يتم فرض الدين على كل الناس بالعالم العربي، لكون المُمارسة الدينية عبارة عن إيمان شخصي بين الفرد وخالقه، كما أنّ الدين في نظره « حق من حقوق الإنسان » غير أنّ المشكلة بالنسبة له تبقى في « فهم الدين ».

وجاء هذا الحوار، بمناسبة اللقاء الفني الذي نُظّم بقاعة رباط الفتح بمعرض الرباط الدولي للكتاب، مساء يوم الخميس 9 يونيو 2023، من أجل تقديم كتاب مشترك بينه وبين الفنان المغربي أحمد جاريد.

ولم تفُت أدونيس الإشارة إلى أنّ الشعر الجديد الذي يُكتب بالعالم العربي اليوم، تتمركز أهميته حول شعر المرأة الذي في نظره استطاع أنْ يفضح اللامفكّر فيه، سياسياً واجتماعياً وثقافياً، وكلّ اليقينيات السطحية المُميتة التي تتستّر عليه المجتمعات العربيّة التقليدية. فهو في نظره شعرٌ مُذهل فتح قارّة شبه مجهول على الجسد لدرجة أصبحت فيها المرأة تكتب جسدها بدون أي حواجز أو قيود.

هذا ويُعتبر الشاعر والمفكّر السوري (93 سنة) المُقيم بباريس، أحد أقطاب الفكر النقدي الكوني، بل قامة كبيرة في تاريخ الشعر العربي الحديث منه والمعاصر. ويكاد أدونيس يكون أحد أهمّ الشعراء الأحياء في العالم والمُرشّح الأبديّ لجائزة نوبل للآداب، بفضل المسار الفكري الذي طبع حياته الفكريّة والأدبية في العالم ككل. رغم أنّ الرجل ظلّ دائماً مُتعرّضاً للمنع، بسبب ما تطرحه أعماله النقدية السجالية من أسئلة كبيرة ذات صلة بالدين والثقافة والجسد والمجتمع.

وعلى خلفية حضوره بالرباط، اعتبر أدونيس أنّ هذا التعدد الذي يعيشه في ذاته بين الشعر والفكر والنقد والترجمة، نابع من مرحلة الطفولة والصبا وحساسيته تجاه خلخلة المألوف عن طريق كتابة قصيدة مغايرة تهجس بالتجريب الجمالي وتنطلق من بيئتها وتاريخها وذاكرتها، لكنْ مع ضرورة التحامها ببعدٍ كوني يتجاوز كلّ الحدود المُمكنة والسياجات التي وضعها العرب القدامى في تعاملهم مع الشعر.

كما أنّ صاحب «الثابت والمتحوّل» يُعد أحد أبرز الشعراء في تاريخ الشعر العربي الحديث. ذلك إنّ قصيدته اخترقت الآفاق واستطاعت أنْ تحفر مجراها عميقاً في التربة العربيّة. لم يكتب أدونيس قصيدة عربية محضة، بل نحت مفهوماً جديداً للشعر يتأسس على بعدٍ كوني. فقد أصبح العمل الشعري بمثابة مختبر للتفكير وأصبحت القصيدة الشعرية عالمة لا ترتبط فقط بالوجدانيات التي طبعت نماذج من الشعر العربي الحديث، على حساب قصيدة تأملية يصعب فهمها وإبراز ملامحها وجمالياتها، دون إعمال فكرٍ مُمتزج بذائقة شعرية وجماليّة.

جدير بالذكر، أنّه في السنوات الأخيرة، لم يعُد العرب يتحدثون عن تجربته الشعرية، مقارنة بأعماله الفكريّة التي تخلق جدلاً كبيراً في الأوساط الثقافيّة. ويبدو أنّ تكريس أدونيس وقته للتفكير الفكري في بعض قضايا الدين داخل العالم العربي، جعل آراءه ومواقفه تنتشر بقوّة وتنتصر على عشرات الباحثين المُتخصصين في الفكر الديني وسوسيولوجيته وخطابه.

تحرير من طرف أشرف الحساني و فهد راجيل
في 10/06/2023 على الساعة 10:15