في معرضه الجديد « سويرتي مولانا » الذي انطلق أمس الخميس (18 أبريل 2024 ) بالمركز الثقافي الأمريكي بالدار البيضاء، يستحضر داوود أولاد السيد حياته الشخصية والأحياء التي عاش فيها، عاملاً على استحضار العديد من الشخصيات والأجساد والحكايات والقصص. غير أنّ عملية استلهام الماضي لا تكاد تخلو من ألم المخاض، إنّها استعادة ممزوجة بالألم والفرح. ألم ولادة الحكايات والقصص وهي تخرج من الجسد وتعتلي عرض الصورة الفوتوغرافية. أما الفرح فيتمثّل في الألوان التي تُظلّل سيرة المعرض، بعدما تعرفنا على فوتوغرافيا داوود أولاد السيد باللون الأسود. لكنّها تبدو هنا مختلفة وأكثر اتصالاً بالفضاء المعيشي اليومي. تتحول الفوتوغرافيا هنا من كونها وسيطاً بصرياً إلى مختبري فني لتكثيف القول وقول ما لا يُقال قضايا ذات صلة بالجسد والواقع والذاكرة.
فوتوغرافيا داوود أولاد السيد مشغولة بتلقائية في طرق موضوعات فكريّة برؤية ذاتية، لدرجةٍ تبدو أعماله المعروضة مُستفزّة للمتلقي لكونها تطرح عليه أسئلة مُلحّة حول جسده وذاكرته. فأعمال الفنان الذاتية تحاول أنْ تتماهى بطريقةٍ مذهلة مع التاريخ المحلي. إن وعي داوود أولاد السيد بالتاريخ يبرز دقيقاً في تعامله مع الواقع وكيف يُحوّله إلى مادة بصرية قابلة لرصد لحظات من سيرة حياته. مع العلم أنّه رغم أنّ صُوَره مُخصّصة للآخر، فإنّ الفنان حريصٌ وبشكلٍ كبير على تصويرها من جسده.