تلاميذ مؤسسة عمومية يصدرون كتاباً جماعياً حول الأب

مؤسسة تعليمية

في 19/12/2024 على الساعة 13:15

تنظم الثانوية التأهيلية زينب النفزاوية بالدار البيضاء، بتنسيق مع جمعية آباء وأولياء أمور التلاميذ ونادي كليلة ودمنة، بمناسبة اليم العالمي للغة العربية 18 دجنبر، حفل توقيع كتاب «بويا»، وهو عبارة عن محكيات مجموعة من اليافعين عن الأب وذلك يوم الجمعة 20 دجنبر 2024.

يشارك في الكتاب مجموعة من النقاد مثل النقاد ومدير مختبر السرديات شـعـيــب حـليـفـي والناقد والمفتش التربوي بالتعـليم الثانوي التأهيلي يـونـس الإدريـســي، ثمّ سعـيـد الـعـيـمـاري عن المركـز الجهوي لمهـن التربية والتكـوين الدار البيضاء سطات. فيما يتخلّل هذا اللقاء حفل قراءات قصصية يقدمها عدد من التلاميذ المشاركين في الكتاب.

حسب بيان توصل به le360 فقد « نُشر هذا الكتاب وهو من إعــداد وتـنسـيـق وتـقـديـــم محـمــد محــي الــديـــن، ضمن سلسلة ‘’نبضات تربوية'’ برعاية الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء سطات، وإشراف علمي لمـخـتـبـر السرديات والخطابات الثقافـية بكلية الآداب والعـلوم الإنسانية بنمسيك، جامعـة الحسـن الثانـي/ الـدار البيضـاء. ويمتد على مساحة ورقية تجاوزت 400 صفحة مقسمة إلى جزأين، ويضم نصوصا بأقلام تلاميذ المؤسسة العمومية المغربية من شُعَبٍ مختلفة، نَسجُوا محكيات متنوعة، نَاظِمُها خَيطُ الأبوة الذي يُخَلِّدُهُ هؤلاء اليافعون في تَجَلِّياتٍ مُتعددة، عبر تسليط الضوء على محكي ‘’الانتساب العائلي'’، من خلال موضوعات: العلاقة الحَمِيمَة بِرَبِّ الأسرة، مهنتُه، مواصفاتُه الداخلية والخارجية، انتقالُ الأسرة، أصولها، بناء الهوية، آباء مَحبُوبون، آباء حاضرون أو غائبون، صور نفسية من المحيط العائلي ».

وشارك في تأليف الكتاب « خمسة وستون تلميذا وتلميذة جُلُّهم من تخصصات علمية، وأحد عشر ناقدا مغربيا وعربيا، ويتمفصل في جزأين، يضم كل منهم قسمين، الأول يحمل عنوان ‘’شهادة من محكـي الطفولة'’

أما القسم الثاني، فقد خصص لــ: ‘’صور من محكـــــــــي الأب'’ ويضم ثلاثة وستين نصا، منتقاة من بين آلاف النصوص التي كَـتَــبَــــها تلاميذ وتلميذات ثانويتي « ولادة » و'’زينب النفزاوية'’ بسيدي مومن في الفترة الممتدة بين سنتي 2016 و2023م. وقدم لهذه النصوص ثُـــلَّة من النُّقاد المغاربة والعرب؛ وهـــــم: الناقد شعيب حليفي والناقد المصري منيـر عُتيـبـــة والمفتش حسن منيـــر والناقد جمال بندحمـان والجامعية الجزائرية شُمِيسَة غَربــــــــي والناقد ميلود عَرنيـبــة

والكاتب العراقي عبــــاس خَـــلَـــف علي والباحث فريـد أمعضشو والناقد سالـــم الفائــــــــدة.

ومما ورد في مقدمة الكتاب:

وحسب مقدمة الكتاب، فقد « انخرط اليافعون المشاركون في هذا الكتاب بكل عَفْوِيَّـــــةٍ وتلقائية في تَسويدِ بَياض الصَّفحات، لِيغذو بَيَاضُها سَوَادا وسَوَادُها بَيَاضا، وهذا دَيْدَنُهم كُلَّ سَنَةٍ حين يَقْتَـــنُون في بداية كل موسم دِراسـي دفاترَ يُخَصِّصُونها للإبداع، يُدَوّنــــون فيها ما يحاكون به نصوصا موجودة في الكِتَاب المدرسي يَكتُــبُـــــها كُـــتَّــــــابٌ مَشهود لهم في سماء الإبداع، فَتُتَاح بذلك الفرصة لِكُتَّابِنا الصِّغار لِيُدْرِكُـوا أن الكُتَّابَ الكِبَارَ هم أيضا بَشَرٌ مِثلهم يأكـلون الطعام ويَمشون في الأسواق، وأن مما يُمَيِّــزهم هو الجُرأة في خَوض غِمَار الكِتابة، وعدم الخوف من الورقة البيضاء البِكْرِ الصَّافية.

تضيف « بعدها تأتي خطوات التَّحَرُّر، التخييل، الإبداع، لِيَحْكُــوا عن عوالمهم الخاصة ومُحيطِهم الأسري وأحيائِــــهــــم الشعبية وشخصياتِـــــها غريبة الـمَــظـــــهرِ والـمَخبَــــر. ولعل مِمَّا يُسهِم في نجاحِ خَوضِ غِمَارِ الكتابة والبحث عن ‘’خُيوط الحَكايا'’ لدى فِئَاتٍ عريضة من اليافعين هو تشجيعهم على الكتابة بأسلوبهم الخاص، وَصَرْفِ النظر عما قد يَعْتَرِيه من هَنَات وأخطاء إملائية وتركيبية وصَرفية، بل إن الإقبال على الكتابة لم يكن ليَسْتَقِيم وَيَتَأَتَّى لِقِلَّة منهم لولا الانطلاق من العَامِّيَّة المغربية، والتَّحرر من قُيُود اللغة الصارمة، وفَسح المجال لِرَحَابة السرد وتقنياتِه التي يتعرف عليها الـــمُـــتَعَـــــلِّــم داخل الفصل، وبذلك يكون ما يَخُطُّه هؤلاء اليافعون تَمرينا على الكِـــتَابة التي نرجو أن تَنْضَجَ ثِمَارُها وهم في سِنٍّ مبَكِّـــــرٍ ».

وحسب نفس المصدر، « ينضاف لما سبق؛ إيماننا العميق حين نُقبل على الكتابة بشكل جماعي في كل موسم دراسي بقدرات السَّرد العجيبة والسحرية في كَشْفِ المكنونات، وتطهيــرِ الذَّوات، والتَّعبير الأمثل عمَّا يَعْتَصِرُها من جُروح وغُصَص وأقراح، أو أفراح ومسرات. وبذلك يَسِير اليافعون على دَرْبِ شَهرزاد التي أنقذَتْ نَفْسَها ومَلِكَـــهَـــا وبَنَاتِ جِنْسِهَا بِبَلْسَمِ السَّرد ولا شيء غيره، كما أن الكتابة سُلْطَةُ من لا سُلطة له في زَمن خَفَتَتْ فيه الأصوات، وأُلجِمَ فيه الإنسان عن البَوحِ، فصار يَتعاطَـــى الصَّمت القَاتِلَ الذي يكون اليافعون لُقمة سائغة على مائِدَتِــه ».

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 19/12/2024 على الساعة 13:15