من بين الأسماء التي نعثر عليها في الكتاب نجد كل من الملك الراحل الحسن الثاني وعبد الله العروي وعبد الرحمان اليوسفي وجرمان عياش وأحمد رضا أكديرة ومحمد بوستة وجون لاكوتير وليوبود سيدار سنغور وبوعلام صنصال وغيرهم. وهي عبارة عن الجزء الأوّل من هذه الأنطولوجيا المؤرخة بين 1977 و2012 وهي مرحلة مضطربة عرفت مخاضاً سياسياً وتحوّلاً فكرياً، ما يزال تأثيره واضحاً إلى حدود اليوم داحل الواقع.
وتنبني هذه الحوارات على فكرة مفادها أنّ المقابلات ليست سهلة وإنّما تحتاج دائماً إلى عملية قراءة وتأمّل تسبق الحوار الذي من المفترض أنْ يكون عبارة عن تحليل للواقع وسياحة طويلة في تاريخ البشري. فالأسماء الوازنة الحاضرة في هذا الكتاب، تعطينا نبذة أولية عن الموضوعات التي يمكن أنْ يطرحها الكتاب مع هؤلاء المفكّرين والسياسيين والأدباء الذين لهم مكانتهم ووضعه الاعتبار داخل مدارات اشتغالهم.
تلعب هذه الحوارات دوراً كبيراً بالنسبة للباحثين، بحيث يمكن اعتبارها وثيقة تاريخية قادرة أنْ تعطينا نبذة عن الذاكرة الصحفية بالمغرب والمستوى الرفيع الذي كانت تشغله. كما تمكّننا هذه الحوارات من الاطلاع على العديد من القضايا السياسية والإشكالات الفكرية التي ظلّت تشغل هذه الأجيال في علاقتها بالسياسة والمجتمع والتحديث والحداثة. وتأتي قيمة هذه الحوارات في كونها تُعيد للحوار الصحفي بهجته وقيمته ومركزيته داخل الأجناس الصحفية، أمام الاستسهال الذي بات يطبع هذا الجنس الصحفي في السنوات الأخيرة.
