حنين يا وطني».. أول كتاب سمعي تفاعلي يعيد الحياة إلى أغاني الطفولة المغربية

"حنين يا وطني".. أول كتاب سمعي تفاعلي يعيد الحياة إلى أغاني تراثية مغربية

"حنين يا وطني".. أول كتاب سمعي تفاعلي يعيد الحياة إلى أغاني تراثية مغربية

في 03/06/2025 على الساعة 08:00

فيديو في مبادرة ثقافية مميزة تسعى لإعادة ربط الأجيال الصاعدة بجذورها، أطلقت الأم المغربية فتيحة بلعياشي المتيوي وابنتها حفصة معنينو أول كتاب تفاعلي سمعي للأطفال بعنوان « Air d’enfance – حنين يا وطني »، يضم عشرين أغنية تراثية مغربية من تلك التي كانت تردد في البيوت والمدارس والحارات الشعبية، والتي بدأت تندثر بفعل التغيرات الثقافية والاجتماعية.

يجمع الكتاب، الذي جاء بعد عام كامل من البحث والعمل المشترك بين الأم وابنتها، بين متعة التصفح وجمالية الاستماع والتفاعل، حيث يمكن للطفل التحكم في الأغاني، توقيفها أو إعادة تشغيلها أو اختيار ما يشاء منها بلمسة زر. وقد صمم الكتاب بأسلوب جذاب للأطفال، مع رسومات تعبيرية مستوحاة من الذاكرة الجماعية المغربية.

تقول فتيحة بلعياشي، صاحبة فكرة المشروع، في تصريح لـle360، إن الفكرة ولدت من ملاحظة بسيطة: « حين صرت ألعب وأغني مع حفيداي، وجدت نفسي أردد معهما أغاني فرنسية وأجنبية، وبدأت أستغرب كيف أننا، نحن الكبار، لم نعد نذكر تفاصيل الأغاني التي تربينا عليها، بل بدأنا نفقدها من ذاكرتنا الجماعية شيئا فشيئا ».

وتابعت: « الأغاني التي كانت تفرحنا وتؤنس طفولتنا، بدأت تتلاشى، ومع رحيل أمهاتنا وعماتنا، رحل جزء كبير من هذا التراث ».

من جهتها أكدت الابنة حفصة معنينو، التي تولت تصميم الكتاب، أن فكرة المشروع نبعت من ملاحظتها أن أبناءها يحفظون الأغاني الفرنسية والإسبانية، لكنهم يجهلون تماما الأغاني المغربية التراثية.

وأضافت: « أدركت أن الخطأ منا نحن الآباء، لأننا لم نعلمهم تلك الأغاني، ولم نقدمها لهم بطريقة يحبونها ويتفاعلون معها ».

وهكذا، جاء « حنين يا وطني » كحل تفاعلي يمكن الأطفال من الاستماع والمشاهدة واللمس والتحكم في تجربتهم، بشكل يجعلهم يتشبثون بهذه الأغاني كما يفعلون مع المنتجات الرقمية المعاصرة.

وتابعت حفصة: « أردنا أن يشعر الطفل بأن هذا الكتاب ملكه، يتحكم فيه ويختار بنفسه الأغنية التي يريد أن يسمعها، يوقفها أو يعيدها، ويقلب الصفحة كما يشاء. التفاعل يمنحه الإحساس بالانتماء والحب لهذا التراث ».

الطريف أن الكتاب، بحسب شهادات كثيرة تلقتها العائلة، لم يؤثر فقط في الأطفال، بل كانت ردود فعل الآباء والأمهات هي الأقوى.

وقالت حفصة: « بعضهم بكى عندما سمع أغنية كانت جدته تغنيها له في صغره، وهناك من قال إنه شعر كأنه عاد فجأة إلى طفولته ».

أصبح الكتاب جسرا عاطفيا ووجدانيا بين الأجيال، فالكبار ينقلون أغانيهم إلى الصغار، ويعيشون معهم لحظات من الحنين والمشاركة، فيما يكتشف الصغار أن لتراثهم صوتا وشكلا وقيمة.

لا يتوقف هذا المشروع عند حدود الأغاني، حيث قالت حفصة: « حين بدأنا، ظننا أننا سنقتصر على الأغاني فقط، لكننا اكتشفنا أن هناك الكثير مما يمكن نقله عبر هذا النموذج، مثل الحكايات، الألعاب الشعبية، التقاليد، وحتى الأمثال ».

وأضافت: « حلمي أن يكون في كل بيت مغربي نسخة من هذا المشروع، وأن نتمكن مستقبلا من إصدار سلسلة كاملة توثق تراثنا بطرق تفاعلية حديثة، تحفظ ذاكرتنا وتعلمها لأبنائنا بطريقة ممتعة ومحفزة ».

تحرير من طرف غنية دجبار و سعيد قدري
في 03/06/2025 على الساعة 08:00