البروفيسور عبد الجبار المنيرة: هكذا تم اختياري في لجنة نوبل للطب

عبد الجبار المنيرة أول مغربي في لجنة تحكيم جائزة نوبل للطب

في 08/10/2023 على الساعة 10:00, تحديث بتاريخ 08/10/2023 على الساعة 10:00

استأثر وجود العالم المغربي البروفيسور عبد الجبار المنيرة ضمن لجنة منح جائزة نوبل في الطب باهتمام وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أكثر من الفائزين الذين توجوا بجوائز نوبل المرموقة لهذا العام، حيث جرى تداول اسم عبد الجبار المنيرة عبر صحف ومواقع وقنوات عالمية هذا الأسبوع، بفضل كونه أول عالم عربي يتم اختياره في اللجنة التي تتولى تقييم الترشيحات واختيار الفائزين الأكثر استحقاقا في مجال الطب. من يكون هذا الرجل الذي ملأ الدنيا وشغل الناس؟ وكيف بلغ هذه المكانة؟

ولد عام 1965 بالعاصمة الرباط، وفيها ترعرع ودرس، وصولاً إلى نيل أولى شهاداته الجامعية بجامعة محمد الخامس. وعن هذه الفترة يحكي قائلا: « لدي العديد من الذكريات في الرباط، وأغلبها ذكريات سعيدة لأنني كنت أعيش في وسط عائلي دافئ ولدي أصدقاء كثر...».

بعد ذلك، انتقل إلى فرنسا حيث حصل على درجة الدكتوراه في علم الأعصاب من جامعة مرسيليا. ومن ثم، انتقل إلى السويد حيث قام بتعليم وأبحاث في معهد كارولينسكا السويدي منذ عام 1992، وأصبح أستاذاً لعلم الأعصاب في هذا المعهد البارز.


شغف بالعلم لا حدود له

سطع اسم البروفيسور عبد الجبار المنيرة، المتخصص البارز في مجال علم الأعصاب، في العاصمة السويدية منذ هجرته لى هذا البلد في عام 1994. بدأ مسيرته كأستاذ مساعد في قسم علوم الأعصاب في معهد كارولينسكا، وهذا المعهد يعد واحدًا من أبرز وأقدم الجامعات الطبية في العالم. وبالإضافة إلى تدريسه في مجال علوم الطب، يدير البروفيسور المنيرة أيضًا مختبر بيولوجيا الأعصاب في نفس المعهد.

يحكي البروفيسور المنيرة أن المختبر الذي أجرى فيه أبحاثه لنيل درجة الدكتوراه كان في جنوب فرنسا، وكانت هناك اتفاقية تعاون بين هذا المختبر ومختبر للأبحاث العلمية في معهد كارولينسكا، الذي يقع في العاصمة السويدية ستوكهولم. وبعد نجاحه في نيل درجة الدكتوراه، تحسنت فرصه بشكل كبير في العاصمة السويدية، حيث تم ترشيحه لشغل منصب أستاذ مساعد.

ولكن، لم يقتصر طموح عبد الجبار المنيرة على منصب أستاذ مساعد في إحدى أرقى جامعات الطب في العالم، بل استمر في العمل بجد واجتهاد على أبحاثه العلمية. هذا الاجتهاد والتفاني أهله ليصبح أستاذًا مشاركًا في نفس المعهد، ومن ثم أصبح أستاذًا لكرسي وبروفيسور في مجال علم الأعصاب في عام 2005.


إنجاز استثنائي

في عام 2015، حقق البروفيسور المنيرة إنجازًا فريدًا وغير مسبوق بفضل سنوات طويلة من العمل الجاد والاجتهاد. في ذلك العام، أصبح المنيرة يحمل إنجازا لم يسبقه إليه أي من علماء العالم العربي. إذ أصبح عضوًا في الأكاديمية الملكية للعلوم في السويد، وهي المؤسسة التي تُمنح من خلالها جوائز نوبل الشهيرة في مجالات الفيزياء والكيمياء. وفي العام الموالي انضم أيضا إلى لجنة خاصة في معهد كارولينسكا، المعهد الذي يمنح جائزة نوبل في الطب.

هذه اللجنة، التي تضم 50 عضوا، تم اختيار 5 علماء متميزين لتشكيل لجنة تحكيمية مصغرة للبحث في ترشيحات جائزة نوبل للطب، ومن بين هؤلاء الأعضاء الاستثنائيين كان البروفيسور المغربي عبد الجبار المنيرة.

عندما سئل عن هذا الإنجاز، قال البروفيسور المنيرة: «لم يكن هدفي السعي لأن أصبح عضوًا في لجنة منح جائزة نوبل، ولم أسعَ لذلك خلال مساري المهني. كان هدفي دائمًا هو القيام بأبحاث علمية ذات معايير دولية والمساهمة في التقدم العلمي».

الشغف الذي أبداه البروفيسور المنيرة تجاه البحث العلمي الأكاديمي كان العنصر الرئيسي وراء نجاحه الباهر. ويرى أنه يتحمل مسؤولية كبيرة أمام العالم، ويعتبر ذلك تكليفًا هامًا. يقول: « يجب علينا اتخاذ القرارات الصائبة، ولكن كمواطن مغربي، فأنا أفتخر بهذا التكليف وأعتبره شرفًا لبلدي. آمل أن يلهم الشباب المغربي هذا الإنجاز ويشجعهم على البحث العلمي.

كيف تعمل لجنة جائزة نوبل؟

كشف البروفيسور المنيرة أن العضوية في هذه اللجنة مخصصة لأساتذة معهد كارولينسكا الطبي فقط، ويتم اختيار أعضاء لجنة نوبل استنادًا إلى إنجازاتهم البحثية المتميزة ومساهماتهم ».

وأضاف أن اختياره يعكس سجله البحثي الاستثنائي والمساهمات الهامة التي قدمها في مجال علم الأعصاب، وأن أبحاثه في معالجة الاضطرابات العصبية والنفسية مثل مرض باركنسون نالت إعجاباً واستحساناً واسعين.

وأشار إلى أن اللجنة تقوم بتقييم كل ترشيح بدقة، مع التركيز الأساسي على تحديد الاكتشافات الإبداعية والتحولية، ومن ثم تقييم مساهمات العلماء المشاركين في البحوث التي أدت إلى هذه الاكتشافات.

لاحظ أن الأساتذة التابعين لمعهد كارولينسكا الطبي هم المؤهلون الوحيدون للعمل في هذه اللجنة المرموقة. وأعرب البروفيسور المنيرة عن اعتزازه بكونه أول عربي يتم انتخابه لعضوية لجنة نوبل لعلم وظائف الأعضاء أو الطب.

تحرير من طرف ميلود الشلح
في 08/10/2023 على الساعة 10:00, تحديث بتاريخ 08/10/2023 على الساعة 10:00