تأتي أهمية الندوة في كونها تطرح قضايا وإشكالات ذات صلة بالتراث المغربي المخطوط، في وقتٍ يتراجع فيه الاهتمام بالمخطوط، دراسة وتأريخاً وتفكيكاً. إنه طريقة واعية لإعادة الاعتبار للمخطوط وقيمته من الناحية التاريخية في الكشف عن الكثير من الخبايا ذات الارتباط بتاريخ المغرب. ويتيح المخطوط تصحيح الكثير من الأخطاء المعرفية المرتبطة ببعض من الأحداث التاريخية، فكلّما ظهر مخطوط جديد إلاّ ويُكرّس حدثاً أو ينفي الذي سبقه. إنّ علمية الكتابة التاريخية لا يمكن أنْ تتحقّق إلاّ باستخدام وثائق جديدة من شأنها المُساهمة في توثيق الحدث وفتحه على منافذ جديدة من ناحية التأويل. غير أنّ اهتمام مؤسسة أرشيف المغرب بقيمة التراث المخطوط، يأتي من جانب قيمته وحفظه وتثمينه بوسائل حديثة من أجل الحفاظ عليه حتّى يصبح متاحاً للباحثين والمؤرخين.
يشارك في الندوة كل من ماء العينين النعمة علي بـ « التراث المخطوط في الصحراء المغربية: بين منهجية التحقيق وواقع الحفظ والصيانة والتوثيق » وحمزة الكتاني بـ « رحلتي مع المخطوط العربي وتحقيق التراث » وعبد الجليل البكوري بـ « الكوديكولوجيا أفقاً جديداً للبحث في التراث التربوي الإسلامي ». أما الجلسة الثانية المعنونة بـ « دراسات في التراث المخطوط في سياق الحفظ والتثمين »، فيُشارك فيها محمد الشريف بـ « مظاهر الخوف في الأندلس على عهد الموحدين من خلال مخطوط: الدعاء والذكر لأبي الحسن علي الأموي القرطبي » وخالد السباعي بـ « تسمية جملة من الكتب المبسوطة المطولة للمتقدمين » ومحمد علوان بـ « مراسلة نادرة للإمام العلامة المصلح أبي العباس، أحمد بن محمد بين محمد ابن ناصر الدرعي التمكروتي » وأحمد عبد الباسط بـ « مشيخة العصام أبي حاتم عصام بن محمد الشنطي.
أما الجلسة الثالثة الموسومة بـ « التراث المخطوط المغربي وآفاق الحفظ والتثمين، فسيُقدّم المداخل كل من محمد شابو بـ « الزوايا المغربية وخزائن التراث المخطوط: الناصرية نموذجاً » وياسين بن روان بـ « التراث المخطوط بخزانة سيبويه الخاصة بالعيون ـ تعريف وتوصيف » ويونس السباح بـ « مخطوطات الحافظ أحمد بن اصديق الغماري بالخزانة عامة والمخفوظات بتطوان » ورشيد العفاقي « الأندلسيون في المغرب الشرقي ».