وأكدت ثريا الحضراوي في صريح لـLE360 بأنها ستحتفل في هذه الأمسية الفنية بإطلاق ألبومها الغنائي الجديد، من خلال عزف بعضٍ من موسيقى وأغاني الألبوم، حتى يتمكن عشّاق الموشحات من التعرّف عن الطريقة الفنّية المُذهلة التي طالما تميّزت بها الحضراوي في فرض هذا اللون التراثي، وجعله يأخذ ميسماً تجديدياً عبر الآلة الموسيقية، كما هو الحال في هذا الألبوم الذي ينقلنا إلى عوالم الموشحات بطريقة أكثر حداثة من التي عهدناها داخل المغرب وخارجه
هذا وتُعتبر ثريا الحضراوي من كبار المطربات المغربيات في المغرب، ذلك إنّ أعمالها الغنائية تتجاوز الجغرافية المغربيّة وتنسج علاقة صداقة آسرة مع ثقافات أخرى من العالم. وأجزم أنّ الحضراوي أكثر مغنية مغربيّة، جعلت ألبوماتها الغنائية بمثابة مختبر لحداثة غنائية تُوازي في تشكّلاتها الفنّية بين عمق النصّ الشعري للملحون وحداثة الآلة المعاصرة. لهذا تعتبر ألبومات الحضراوي أكثر وعياً ونضجاً داخل الملحون المغربي، لأنّ تُخرج أعمالها من النفس التقليدي الذي ألفناه في موسيقى الملحون، صوب أفق حداثي تغدو فيه الآلات المعاصرة بمثابة مهتبر لتطوير هذا الغناء لتراثي وجعله يكتسي صبغة فنّية وجماليّة جديدة، تجعله حياً ومُنتشراً داخل أوساط الجيل الجديد.
وتجدر الإشارة أنه إلى جانب غناء الملحون تُمارس الحضراوي فعل الكتابة منذ أواخر السبعينيات من خلال عملها المبكر في الصحافة المغربيّة الصادرة بالفرنسية وأنجزت العديد من الكتب والتحقيقات والمقالات. لكنّها فضّلت الاشتغال في مجال الغناء بسبب صوتها وموهبتها في أداء قصائد شعريّة وتحويلها إلى أعمال غنائية باقية في ذاكرة الناس ووجدانهم. وهذا الأمر، جعل الحضراوي سفيرة لفن الملحون وأوّل امرأة في العالم تُغنّي هذا اللون الغنائي التراثي، بعدما ظلّت لقرون طويلة حكراً على الرجال من الصنّاع التقليديين داخل بعض المدن التاريخية مثل فاس ومكناس والرباط وسلا.