صاحبا أغنية «كُبّي أتاي» يستعدان لإصدار نسخة ثانية ومنظمة «ماتقيش ولدي» تتدخل

يوسف 45 و MEN GRAVE في كليب أغنية "كبي أتاي"

في 01/03/2024 على الساعة 08:08

كشفت نجاة أنور، رئيسة منظمة « ما تقيش ولدي » المختصة في الدفاع عن حقوق الأطفال بالمغرب، أنها وضعت شكاية لدى رئاسة النيابة العامة ضد مؤلفي أغنية « كبّي أتاي »، وذلك بسبب مضمون هذا العمل الذي اعتبرته المنظمة « خادشا للحياء » ويتضمن كلمات فيها « تحريض على استغلال القاصرات جنسيا واغتصابهن ».

وقالت رئيسة منظمة « ما تقيش ولدي »، في تصريح لـLe360، إن محتوى هذه الأغنية يشكل « محاولة لضرب القيم الاخلاقية والتربوية التي يستند عليها المجتمع المغربي، ومحاولة لزرع قيم وأفكار شاذة تجعل من القيام ببعض الافعال اللاأخلاقية والإجرامية مشروعة وموجبة ».

واعتبرت المتحدثة أن « المتابعة القانونية ضرورة ملحة وتشديد الرقابة على المحتويات التي تكون متاحة للأطفال مطلب أهم »، داعية المجتمع إلى « نبذ هذه الفيديوهات عبر التبليغ عنها داخل وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم تداولها، لأنها تنتشر كالنار في الهشيم ».

وعزت هذه الفاعلة الجمعوية سبب إصدار هذه النوعية من الأغاني إلى «السعي من أجل تحقيق الربح المادي عن طريق رفع نسب المشاهدات ولو على حساب المجتمع ».

وأوضحت أنه « كلما ارتفعت نسبة المشاهدات ارتفع المردود المادي للفيديوهات، وبالتالي أصبح البعض يلجأ إلى نشر أي شيء ولو كان بلا معنى، أو يلجأ إلى نشر محتوى يمس بالحياء، أو يحرض على القيام بأفعال لا اخلاقية كاغتصاب القاصرات ».

وتأتي هذه الشكاية كجزء من جهود المنظمة في حماية الطفولة والقيم الاجتماعية التي يقوم عليها المجتمع المغربي. وشددت رئيسة « ماتقيش ولدي » على أن أعضاء المنظمة يسعون جاهدين إلى المضي قدما في حماية الطفولة عبر جميع الوسائل القانونية المتاحة.

وبث شابان يطلقان على نفسيهما « يوسف 45″ و »مين كراف » (MEN GRAVE) هذه الأغنية تحت مسمى « كبّي أتاي » عبر منصة الفيديوهات « يوتيوب »، قبل أسبوعين، وحققت إلى غاية كتابة هذا المقال أكثر من 4,7 مليون مشاهدة، كما خلفت الكثير من ردود الأفعال بين مصفق للإبداع ومنتقد لمضمون العمل الفني.

يوسف 45: لم أحرّض على شيء

ردّ يوسف، أحد صاحبي الأغنية، على الاتهامات الموجهة إليه هو وزميله الذي أدى معه الأغنية المثيرة للجدل، مؤكدا أن الهدف من « كبي أتاي » لم يكن أبدا التحريض على الجرائم الجنسية، بل كانت محاولة لتقديم تراث موسيقى المغرب بشكل جديد ومبتكر، وأن الكلمات التي أثارت الجدل لم تكن جزءا من النسخة الأصلية للأغنية.

وقال يوسف ردا على تصريحات رئيسة منظمة «ما تقيش ولدي»: « في الواقع، لم تكن الأغنية في البداية على شكل ديو، حيث كنت سأقدمها بشكل فردي بالاستعانة بإيقاعات أحيدوس ».

وأَضاف في تصريح لـLE360: « لم تكن النسخة الأولية من الأغنية تتضمن أي كلمات خادشة للحياء، وهذا واضح في المقاطع التي أديتها بصوتي، فالهدف الأساسي من إصداري لهذا العمل هو التعريف بتراثنا المغربي وليس له أية علاقة باستغلال القاصرات أو غير ذلك ».

وأردف قائلا: «فكرة الديو (جات على غفلة)، حيث كنت أعتزم إصدار أغنية «كبي أتاي» بشكل فردي، وبعد ذلك اقترح علي MEN GRAVE أن يشاركني الغناء في هذا العمل، وبالفعل قام كل واحد منا بتسجيل الجزء الخاص به من الأغنية في استوديوهين مختلفين، وبالتالي لم أتعرف على النتيجة النهائية للأغنية إلا خلال تصوير الكليب ».

وأكد يوسف أنه لن يصدر في المستقبل أية أعمال أخرى مشابهة لـ « كبي أتاي »، قبل أن يستطرد مضيفا: «رغم أنني لن أكرر التجربة مرة أخرى، إلا أن هذه الأغنية نجحت بشكل كبير وحققت نسبة مشاهدة عالية على اليوتيوب، وأنا الآن بفضلها بصدد التحضير لعدة أعمال من ضمنها إعلانات متعلقة بـ« الشاي ».

مين كراف: تم فهم الكلمات بشكل خاطئ

من جهته، أشار مغني الراب « مين كراف »، المشارك في الأغنية، إلى أن مضمون الأغنية « تم فهمه بشكل خاطئ »، مؤكدا أنه لم يكن الهدف منها التحريض على جرائم الاستغلال الجنسي، بل كانت تعبيرا عن واقع اجتماعي يعيشه المجتمع المغربي.

وقال Men Grave في تصريح لـle360 إن « الأغنية لا تتضمن أي تحريض على استغلال القاصرات، بل على العكس، لقد كنت أقصد بكلمات الأغنية، ظاهرة منتشرة في مجتمعنا تتعلق بالقاصرات اللواتي نشاهدهن كل يوم في الشوارع وهن يتجولن على الدراجات النارية « .

وعن سبب اختلاف مضمون المقاطع التي غناها في الأغنية مع مقاطع التي غناها زميله يوسف، أوضح «مين كراف» أن « السبب هو أنني أغني نمطا في الراب يسمى EGOTRIP، وبالتالي من قواعد هذا النمط هو الكلاش وتمرير رسائل، وما ركزت عليه كثيرا هو عدم تقليد أي نمط أجنبي، بل حاولت غناء الراب المغربي على أصوله « .

وأكد هذا الرابور الشاب أنه لم يكن يتوقع هذا النجاح الكبير الذي حققته أغنية «كبي أتاي»، ثم أضاف: «ردود الأفعال على الأغنية كانت أغلبها إيجابية، فالعديد من الفنانين تفاعلوا معها، من ضمنهم الممثل رفيق بوبكر الذي صور فيديو وهو يغني كلماتها مع أطفاله، مغني الراب طوطو أيضا نشر فيديو مع مغنية الراب «ختك» وهما يرقصان ويغنيان على أنغام «كبي أتاي»، بالإضافة إلى بعض لاعبي كرة القدم، وأيضا بعض الفتيات.. فكيف يُعقل أن تقوم فتيات بالرقص على أنغام هذه الأغنية، إن كانت تتضمن كلمات خادشة للحياء وتحرض على اغتصابهن ».

نسخة ثانية من «كبي أتاي»

على الرغم من الجدل الذي أحاط بالأغنية، إلا أنها حققت شعبية كبيرة على الإنترنت، حيث تجاوز عدد مشاهديها على اليوتيوب حتى الآن أكثر من 4.7 مليون مشاهدة، مما دفع صاحبي الأغنية إلى الاستعداد لإصدار نسخة ثانية منها، بناءً على طلب الجمهور.

وكشف «مين كراف » أنه يستعد لطرح نسخة ثانية من أغنية « كبي أتاي » مع يوسف 45، عبر قناته على اليوتيوب، مشيرا إلى أنهما سيستبدلان الكلمات التي تسببت في إثارة الجدل، بكلمات أخرى.

وتابع: «سنصدر النسخة الثانية بطلب من الجمهور، ولكن هذا لا يعني أننا سنقوم بحذف النسخة الأولى، فأنا فخور بهذا العمل».

تحرير من طرف غنية دجبار
في 01/03/2024 على الساعة 08:08