ويُعد صاحب «أغنية طائر التم» أحد أبرز الشعراء المغاربة الذين باتوا في السنوات الأخيرة يُنتجون نصّاً شعرياً مُميّزاً. ذلك إنّ كتاباته الشعريّة تتميّز بقُدرة مُذهلة على اختراق مكبوث النصّ وتوسيع دواله على تخوم شعريّة غير مُفكّر فيها داخل النصّ الشعري المعاصر. ويحرص منصر في دواوينه على النزوع صوب قصيدة بيضاء لا تقول شيئاً، بقدر ما تُؤسّس جماليّات كتابتها انطلاقاً من مفهوم التأويل. وتكتسب خصوصيتها من الطابع المعرفي الذي به تنطبع، إذْ من خلالها يُؤسّس منصر شعريته الخاصّة التي يسعى من خلالها إلى رصد اجتراح صُوَرٍ جديدة أكثر تعلّقاً بذاكرته ويومياته.
وتتوزّع كتابات صاحب « الخطاب الموازي للقصيدة العربية المعاصرة » بين الشعر والنقد. إذْ من خلالهما استطاع وضع اسمه بين الأسماء النقدية الهامّة التي تكتب في النقد الشعري بطريقةٍ جديدة أكثر وعياً بالمفاهيم الفكريّة وتحوّلاتها وعلاقتها بالمناهج المعاصرة.
وبهذا التتويج، يصبح الشاعر نبيل منصر ثالث شاعر يفوز بهذه الجائزة بعد كل من جان كلود أونو (الكاميرون)، وأمادو لامين صال (السنغال)، الذي تو جه بيت الشعر في المغرب مؤخرا بالجائزة الكبرى للشعر الأفريقي بالرباط (5 ماي 2023).
وقد هنأ بيت الشعر في المغرب، على لسان رئيسه مراد القادري، الشاعر نبيل منصر على هذا « التتويج المستحق » في واحد من أقوى مهرجانات الشعر العالمية، مبرزا أن منصر يعتبر من الأصوات الشعرية المغربية المجددة، ويشارف حتى الآن على توقيع ثلاثة عقود من تجربة الكتابة. وصدرت للشاعر منصر ثمانية أعمال شعرية، من بينها ديوان « أغنية طائر التم » الذي نال عنه جائزة المغرب للكتاب في صنف الشعر سنة 2017، وترجمت بعض أعماله إلى الفرنسية والإسبانية، كما صدر له في البحث والنقدي الشعري كتابان هما « الخطاب الموازي للقصيدة العربية المعاصرة » (2007)، و »شعرية البجعة » (2011).
يشار إلى أن مهرجان «الأنهار الثلاثة» تأسس في بداية الثمانينيات من القرن المنصرم، ويعتبر واحدا من أقوى مهرجانات الشعر العالمية من حيث جذب الجمهور وتنوع الفعاليات الثقافية والشعرية والفنية، وانفتاحه على الأماكن العامة، وقدرته على استقطاب الشعراء والصحفيين والإعلاميين من مختلف أصقاع المعمور.