بيت التمثيل والإخراج والعمل في مجال الإشهار، كيف تعيشين بين هذه المجالات كلّها دفعة واحدة؟
هذا أمر صعب، لأنه يتطلّب جهدا كبيرا كل مرة وأنت تنتقل من مجال إلى آخر. غير أنّ المجال الذي تعشقه يجعلك تمارسه عن حبّ. ومذ كنت صغيرة وأنا أمارس المسرح ورغم أني درست المسرح لم يكن لديّ أيّ شغف أن أصبح ممثلة، لكنّ حبي للتمثيل جعلني أقتحم عالم الفن من خلال فيلم تلفزيوني حول المنصور الذهبي عام 2015. هو أوّل فيلم لي مع أنور معتصم. وكانت تجربة مهمة ومنذ ذلك الوقت أصبحت أتلقى العديد من الاتصالات من مخرجين من أجل التمثل، لكنّي أرفض في غالب الأحيان، لأن طبيعة الوقت وعملي اليومي، لا يسمحان لي بالتمثيل في كلّ الأدوار التي يتمّ اقتراحها عليّ هنا وهناك.
هل تختارين السينما أم التلفزيون؟
أنا ليس لدي أي مشكل إذا كان العمل سينمائيا أو مسرحيا أو تلفزيونيا ما دمت أمارس فن التمثيل. صحيح أن السينما يكون دعمها كبيرا والملابس مذهلة والديكورات جميلة والوقت طويل في التصوير، ولكنْ رغم ذلك، فإنّ هذا السؤال ينبغي طرحه عليّ كمُخرجة أما كممثلة فأنا ألعب الشخصية.
المسلسل الجديد وأسباب اختياره؟
منذ لحظة كتابة السيناريو، بما أنّ زوجي هو المنتج، بحيث كانت الفكرة فكرته هو، طالما كان يُفكّر دائماً في كتابة فيلم عن القصائد. ومنذ أوّل مرّة تكلّم لي عن الفكرة أحببتها. وبعد قراءتي للسيناريو أحببت شخصيات الفيلم، خاصة أنّ مكان التصوير كان مدينة فاس التي أحببتها دائما. لكن الفكرة الوحيدة التي كانت تشغلني هي كيف يمكنني أن أزاوج بين التمثيل ومساعدتي لزوجي فيما يخصّ الإنتاج. لكنْ في النهاية اقتنعنا بالفكرة واخترنا شخصية(خديجة) تدور حكايتها في تسعينيات القرن العشرين، وبحكم أني أعرف هذه المرحلة، وكان الناس فيهم نوع من « النية » لذلك أحببت أنْ أمثل هذه الصفة خاصة وأن عشيقي في العمل هو الفنان مروان حجي(علي). وكل الفيلم تقريبا عبارة عن مشاهد غنائية، ويكاد هذا الأسلوب الفني يكون مغيّبا عندنا وشعرت لحظة الفيلم أنه شبيه بالأفلام القديمة بالأبيض والأسود خاصة في مصر، والفيلم بالكامل رومانسي وشبابي.
ما الذي يعني لك العمل كممثلة شابة مع المخرج حسن بنجلون؟
حسن قصة حب كبيرة. فأثناء التصوير لا يكون مخرجا فقط، بل مثل الأب، لأن له علاقة جميلة مع الطاقم التقني ويقدم النصائح للممثلين وله رؤية سينمائية قوية ويمنحك كامل الثقة كممثل. لذلك فيحن تعمل مع مخرج بهذا الحجم فغالبا ما ترتاح وتقدم كل ما لديك من إمكانات فنية على مستوى الأداء. وفي هذا الفيلم المنتج أن يقترح المخرج حسن بنجلون لأن الفيلم تم تصويره في فاس. وبالتالي كان من الضروري أن يكون المخرج يعرف المدينة وعوالمها.
كيف تنظرين إلى السينما المغربية؟
لعبت العولمة دوراً كبيراً في توجيه الأجيال السينمائية الجديدة، بحيث أتاحت لها الانفتاح على العالمية. وأصبح المخرجون وكتاب السيناريو، كما أن الطاقم التقني في المغرب أصبح يمتلك الكثير من المؤهلات التي تجعله يجدد مبادئ الصنعة السينمائية على مستوى الصوت والصورة وكل شيء. كما أن جميع الوسائل الخاصة بصناعة الفيلم أصبحت موجودة بالمغرب، بما جعل العديد من المخرجين الشباب يعملون على صناعة لغتهم السينمائية الخاصّة. وفي هذا الأمر ما يستحق التفكير والتأمّل حول هذه التحولات التي عرفتها السينما المغربية.