جاء اختيار اشويكة وعياً من إدارة المهرجان بقيمته المعرفية داخل النقد السينمائي، باعتباره عملية فكرية تحتاج إلى معاينة وتفكير وتأمّل في خصوصية الفيلم وفهم منطلقاته الفنية والجماليّة ومحاولة العثور لها على مفاهيم وسياقات نظريات تُساعد الناقد على تفكيكها وإبراز ما تحبل به من جماليات. إنّ النقد هنا عند اشويكة ضرورة فكريّة وليس بذخاً جمالياً، فهو يُحرّر المفاهيم من سطوتها التقريرية ويزُجّ بها فضاء آسر يتداخل فيه الخطاب الرمزي بالمعرفة الحسّية ويُكوّنان معاً مساراً مترابطاً للبحث عن جماليات متخيّلة. ويحرص المهرجان منذ أول دوراته على إعطاء قيمة كبيرة للنقد السينمائي وفتح المجال أمام النقاد لمناقشة بعض من القضايا والإشكالات التي تطال السينما المغربية في علاقتها بالتحولات الجديدة التي بات يشهدها القطاع السينمائي.
يقول اشويكة في كتابه هذا «يأتي هذا الكتاب في سياق التساؤلات التي تهيمن على مختلف الأعمال الراهنة التي تندرج ضمن تاريخ الفنّ أو الثقافة البصريّة، خاصّة وأنّ الطابع التأويلي والبلاغي يطغى على غالبيتها، رابطة أهمّ حلقات تاريخ الصورة بعضها ببعض، لكن الكتاب يُركّز على جزء مهمّ من فلسفة السينما، ويحاول الربط بين الفيلسوف الألماني الحديث إيمانويل كانط والفيلسوف الأمريكي المعاصر ستانلي كافل بطريقة مغايرة، وما قاما به من تأثير بيّن في حقل الدراسات الجمالية المهتمّة بالصورة في العالم».
على هذا الأساس قسّم اشويكة كتابه إلى قسمين « يضُمّ الأوّل فصلين، ويشمل الثاني أربعة فصول. يُسلّط القسم الأوّل الضوء على ملامح الإستيتيقا النظرية الكانطية، وذلك في ما يمكن أن يفيدنا في فهم إستيتيقا السينما، بينما يهتمّ الثاني بالإستيتيقا الكافيلية في جزء من شقيها النظري والتطبيقي، وذلك بغية تقريب أسئلة فلسفة السينما من الجمهور ».