ترجمة جديدة.. عبد الكبير الشرقاوي يمنح جورج لوكاتش «حياة أخرى»

المترجم المغربي محمّد الجرطي مُترجماً المفكّر الفرنسي بيير ماشيري

كتاب جديد

في 30/06/2025 على الساعة 08:30

عمد الأكاديمي والمترجم عبد الكبير الشرقاوي على تقديم ترجمة جديدة إلى العربية، تُراعي السياق الفلسفي والاصطلاحي الأصلي للنص والتي حملت عنوان « نظرية الرواية: بحث فلسفي تاريخي في أشكال الأدب الملحمي الكبير » ضمن منشورات دار توبقال.

وحسب بين الترجمة « تُعدّ هذه الترجمة الجديدة إضافة نوعية للمكتبة النقدية العربية والأكاديمية منها خاصة، لأنها تُعيد تقديم أحد أبرز النصوص التأسيسية في فهم تطوّر الرواية من منظور جدلي وتاريخي. كما تساهم في فتح آفاق جديدة للباحثين والطلبة لفهم العلاقة بين الشكل الأدبي والسياق الاجتماعي، وهو ما يجعل من الكتاب مرجعًا أكاديميا لا غنى عنه في الدراسات الأدبية الحديثة، ونقطة التقاء بين الفكر الجمالي والفلسفي والسردي ».

في هذا الكتاب « يعالج جورج لوكاتش تحوّلات الشكل الروائي من خلال ربطه بالتحولات التاريخية والاجتماعية الكبرى. ويرى لوكاتش أن الرواية نشأت في سياق فقدان الانسجام بين الفرد والعالم، بعد أن كانت الملحمة الإغريقية تعبيرًا عن وحدة متكاملة بين الإنسان والكون. بينما كانت الملحمة تحتفي بالبطل المرتبط عضوياً بجماعته، فإن الرواية تعبّر عن وعي الإنسان الحديث المغترب، الباحث عن المعنى في عالم مجزّأ ومفتقد للقيم المطلقة ».

ويُبرز « لوكاتش التناقض الأساسي الذي تتأسس عليه الرواية والتمثل في: سعي الذات إلى تحقيق مُثل في عالم تهيمن عليه المادية والتجريد. فالرواية، على عكس الملحمة، تنطلق من الإحساس بالفقد والتيه، ويظهر البطل الروائي كشخصية قلقة، فاقدة للمرجعية، تمثل الوعي الفردي في صراعه مع الواقع. ومن هنا تصبح الرواية شكلًا أدبيًا يعكس التمزق الوجودي والفلسفي الذي يعانيه الإنسان في العصور الحديثة، خصوصًا بعد انهيار البُنى التقليدية للمعنى ».

كما يؤكد لوكاتش أن تطور الرواية « مرتبط بطبيعة المجتمع البرجوازي، إذ إن هذه الطبقة أنتجت شكلًا سرديًا يتلاءم مع رؤيتها للعالم، لكنه أيضًا يعكس تناقضاتها. في هذا السياق، يرى أن الرواية العظيمة (أعمال تولستوي وبلزاك) هي التي تنجح في خلق توازن بين المثالي والواقعي، وتقدّم نقدًا عميقًا للمجتمع. أما الرواية التي تنحصر في الذات أو الشكل، فإنها تفقد قدرتها على التعبير عن التجربة الإنسانية العميقة. هكذا، يقترح لوكاتش رؤية للرواية بوصفها مرآة لفقدان الانسجام التاريخي، ومحاولة أدبية لإعادة بناء المعنى في عالم معقد ».

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 30/06/2025 على الساعة 08:30