يحرص الحزب السياسي الذي طالما عُرفه في تاريخه بتبني فكر اليسار على محاولة التفكير في الواقع انطلاقاً من الثقافة وجعلها أداة أساسية في النظر إلى الواقع. فالثقافة مشروع أصيل يخرج المجتمع من الانحطاط وبراثن الجهل، ويجعل كلّ المشاريع داخل المجتمع تنطلق من بيئة ثقافية تخلق دينامية اقتصادية محلية. فقد برز الوعي في السنوات الأخيرة داخل المغرب بأهمية هذا العنصر وقيمتها في خلق بيئات جديدة للأفراد داخل المجتمع وذلك من أجل تثمين التاريخ وجعله أداة للنّظر إلى الواقع، فبدون ثقافة لا يمكن استيعاب التاريخ ولا القبض عن ملامحه ورمزيته داخل هذا الواقع. وبالتالي، فهي المنزع الوحيد الذي بإمكانه أنْ يحرّر الواقع ويعيد ملامسة جوهر المجتمع انطلاقاً من التفكير فيه من باب الثقافة وليس السياسة.
عُرف عن اليسار في كونه أحد أبرز التكتلات الايديولوجية التي اعتنت بفكرة الثقافة وجعلتها منذ سبعينيات القرن الـ 20 بمثابة مختبر حقيقي لتوليد الأفكار والمواقف تجاه الواقع. فقد برزت من السبعينيات فكرة النسق الثقافي باعتباره عنصراً أساسياً في الحديث عن المجتمع، إذْ على الرغم من كون السياسي ظلّ موجّهاً للثقافي، فإنّ هذا الأخير، ظلّ يكتسب شرعيته داخل الأحزاب اليسارية التي تعاملت مع الثقافة كآلية من آليات تحقيق الديمقراطية والتنمية في المغرب.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا