يعد داوود أولاد السيد أحد أبرز المخرجين السينمائيين الذين تميّزت أفلامهم السينمائية بإبدالات جماليّة هامّة. فهو يعتبر واحداً من الأسماء التي راهنت في فيلموغرافيتها على مفهوم الهامش وجعلت منه أفقاً للتفكير في العديد من القضايا التي يتداخل فيها الذاتي بالمعرفي. إذْ سعى داوود في جعل الصورة السينمائية تحظى بأهميتها البالغة على مستوى التأطير والألوان، عاملاً فيها على تجسيد فضاء سينمائي متخيّل تُمتزج فيه القصص والحكايات. إنّ الواقع في سينما داوود أولاد السيد ليس مجرّد تصوير ميكانيكي للواقع، بقدر ما يمثل أفقاً لبناء سردية بصرية تتجاوز الواقع العيني المباشر الذي ينتمي إليه المخرج، وتصبو إلى اجتراح صورة فنية مغايرة يُمتزج فيها الواقع بالخيال.
حرص داوود منذ بداية مسيرته الفنية على المزج بين السينما والفوتوغرافيا. ذلك إنّ تجربته غزيرة ومتنوعة وتؤمن دائماً بخلق نوع من التجريب البصري القائم على ابتداع أشكال بصرية تتماشى مع مشروعه الفني. وهذا التعدّد منطلقاته في ذاتية المخرج وقدرته على خلق التعدّد والتنوع انطلاقاً من فعل الإبداع. سيما وأنّ مشروعه الفني، سواء كان في السينما أو الفوتوغرافيا يتماشى مع قناعات المخرج ورهانه على خلق نوع من الفنّ الملتزم بقضايا الناس وهمومهم.




