لم تتمركز هذه الانتقادات حول الفيلم وجمالياته، بل بسبب ما رود فيه من كلامٍ لم يستسغه بعض المشاهدين، معتبرين أنّ السينما المغربية يجب أنْ تبقى نظيفة. وجاء هذا النقد موجّهاً للممثلة فاطمة عاطف عن دور الشيخة الذي جسّدته بأداءٍ فنّي مُبهر.
وفي حديثها لـle360 ترى عاطف أنه لا يوجد اسمه شيء السينما النظيفة، فالممثل يتعامل مع الواقع يُعيد الاشتغال عليه داخل الفيلم. فالرقابة ينبغي في نظرها أنْ تكون ذكية في التعامل مع الفيلم وليس العكس. وعن دورها في الفيلم، ترى عاطف أنّها أحبّت الدور منذ أوّل مرّة قرأت فيها السيناريو وبالتالي، فإنّ العمل مع المخرج عادل الفاضلي يعطيها إمكانات كبيرة للإبداع، خاصّة حين يجد المرء نفسه أمام تجربة سينمائية مختلفة تنتقد الاستعمار وبطش السلطة لكن من وجهة نظر طفل صغير.
وقد حرص الفاضلي في فيلمه هذا على التعامل مع سنوات الرصاص وفق رؤية فنية تحاول نوعاً ما أنْ تبقى في إطار السينما وجمالياتها، بدل أنْ يتك تحويل الفيلم إلى بيان سياسي يُدين المرحلة وينتقد أعطابها. هذا الوعي البصريّ الغني بالدلالات والعلامات عند الفاضلي، يُمكن اعتباره عملاً سينمائياً يضع الشرط الجمالي في مقدّمة الفيلم. وهذا في حدّ ذاته يُعد ميزة فنية للفيلم ويحظى من خلالها بقيمة رمزية في وجدان النقاد والمشاهدين.
