إلى جانب محمد نور الدين أفاية سيتم تكريم كل من الممثلة المصرية ليلى علوي والمخرجة البوركينابية أبولين تراوري والكاتب المسرحي اللبناني جورج خباز. وهي وجوه فنية لها قيمتها الجمالية ومنزلتها الرفيعة داخل الساحة السينمائية، انطلاقاً مما قدّمته من أفلام مذهلة لها أثرها الكبير داخل السينما. ويأتي اختيار المغربي محمد نور الدين أفاية، وعياً من المهرجان بقيمته ومكانته داخل الفكر المغربي المعاصر، وذلك بحكم المؤلفات التي قدمها والخاصة بفكر الصورة وتمثلاتها داخل المجال السينمائي. فقد استطاع أفاية منذ ثمانينيات القرن العشرين أنْ يلفت إليه انتباه السينمائيين والنقاد بما يكتبه وبالمحاضرات التي قدّمها والندوات التي شارك فيها، مستعرضاً سلسلة من المفاهيم المشكّلة لفكر الصورة بمختلف أنواعها وأنماطها.
وقد ساهم أفاية من خلال مؤلفاته في رفع منسوب الاهتمام بالفكر السينمائي داخل ثقافة مغربية رغم ما تدّعيه من حداثة، تظلّ ممارساتها تقليدية وتدور في مجملها حول الخطاب المكتوب.
يدخل هذا التكريم ضمن سياسة الاعتراف به كوجه فكري اقتحم الساحة السينمائية وحاول من خلال ما شاهده من أفلام اجتراح أفق فكري مغاير، يعتمد على الصورة السينمائية ويحاول عبرها بناء مشروع فكري يتأمّل أنماطها ومشاغلها ومتخيّلها بكيفية يبدو فيها الفكر حيوياً ومنفتحاً على مختلف الوسائط التعبيرية لأنها قادرة على أنْ تزوّد الباحث بسلسلة مفاهيم جديدة أكثر التصاقاً بمسام الواقع وتحوّلاته. لذلك فإنّ الوعي بقيمة السينما في مشروع أفاية له دلالات كبيرة لكونها تساهم في تجديد الفكر المعاصر وتدفعه إلى التفكير في قضايا وإشكالات داخل في حكم اللا مفكر فيه داخل الثقافة المغربية.
