تأتي هذه المحاضرة في صيغتها الافتتاحية للموسم الثقافي 2024 بعدنا تم الاتفاق أنْ تكون السينما المغربية موضوعاً للتفكير من مدخل الهوية. سيما وأنّ الهوية تُعتبر من المفاهيم المُغيّبة داخل السينما المغربية، فهي بقدر ما استنفذ التفكير فيها داخل الفكر العربي الحديث منه والمعاصر، تظلّ من جهةٍ أخرى مُغيّبة داخل الأعمال السينمائية. فنادراً ما تُطالعنا اشتغالات سينمائية تُحاول الطرح من زاوية فكريّة مفهوم الهوية والاشتغال عليها بطريقة معاصرة ووفق نمطٍ بصري تخييلي. كلّ هذا في وقتٍ تُلخّص فيه الأعمال السينمائية المغربية الهوية في إطار الأعمال التراثية التي تستلهم تراث المغاربة وعاداتهم وتقاليدهم. وهي نظرة سطحية لمفهوم التراث، لأنّ أغلب المشاهد تتكرّر بنفس الطريقة إلى ما لا نهاية.
وسيلقي المحاضرة، مخرج سينمائي طالما كان من المخرجين المغاربة القلائل الذين يدخلون في نقاشات ثقافيّة وسجالات مسرحية داخل الفضاء العمومي. ففي كلّ مرّة يخرج صاحب « زمن الرفاق » من قبعة المخرج السينمائي، صوب اشتغالات مكثّفة ترتبط بالتلفزيون والمسرح. كما أنّ التفكير في السينما، باعتبارها همّاً معرفياً، قاد صاحب « أفراح صغيرة » إلى كتابة مجموعة من المؤلّفات في السينما. لهذا يُعتبر الطريبق من الوجوه النادرة التي تقوى على الإخراج والتأليف والكتابة بكيفيات متساوية، مع الحفاظ على قوّة التفكير هنا وهناك.