وبحسب التقرير الصادر عن مجلة « لايف سيونس » العلمية المتخصصة، فإن الحطام الذي جرى اكتشافه يعد أحد أهم الاكتشافات الحالية، حيث عثر بداخله على بقايا تعود للقراصنة.
ونقلت المجلة العلمية تصريحا لعالم الآثار البحرية شون كينجسلي، وهو أيضا رئيس تحرير مجلة Wreckwatch والباحث في الاكتشاف، حيث أكد إن الحطام هو « حطام أول سفينة قرصان يتم العثور عليها في قلب المنطقة المتوسطية ».
وأشار مكتشفو السفينة إن السفينة كانت مدججة بالسلاح وربما كانت متجهة إلى الساحل الإسباني للقبض على الناس واستعبادهم قبل أن تغرق في ظروف غامضة، مبرزين أنها كانت تحمل شحنة من الأواني والمقالي المصنوعة في شمال إفريقيا، ربما حتى تتمكن من التنكر في هيئة سفينة تجارية.
ويقع حطام السفينة المكتشفة في قاع البحر في مضيق جبل طارق، على عمق حوالي 2700 قدم (830 متر)، ويبلغ طولها حوالي 45 قدمًا (14 مترًا)، وتشير الأبحاث إلى أنها كانت من نوع تارتان - وهي سفينة صغيرة ذات أشرعة مثلثة الشكل على صاريتين يمكن دفعها أيضًا بالمجاديف.
واستكشف صائدو الحطام سفينة القراصنة الغارقة باستخدام مركبة تعمل عن بعد، والتي كشفت أن السفينة كانت مسلحة بأربعة مدافع كبيرة وعشرة بنادق دوارة والعديد من البنادق لطاقمها المكون من حوالي 20 قرصانًا، كما أن السفينة المحطمة كانت مجهزة أيضًا بـ « منظار » نادر جدًا - وهو نوع مبكر من التلسكوب كان ثوريًا في ذلك الوقت وربما تم الاستيلاء عليه من سفينة أوروبية.
وقال: « أضف إلى المزيج الغارق مجموعة من زجاجات الخمور الزجاجية المصنوعة في بلجيكا أو ألمانيا، وأوعية الشاي المصنوعة في تركيا العثمانية، ويبدو الحطام مريبًا للغاية. لم يكن هذا تاجرًا ساحليًا عاديًا في شمال إفريقيا ».
في سياق متصل، تمكنت شركة Odyssey Marine Exploration (OME) التي تتخذ من فلوريدا مقراً لها من تحديد موقع حطام السفينة في عام 2005 أثناء البحث عن بقايا السفينة الحربية الإنجليزية HMS Sussex التي تحتوي على 80 مدفعًا، والتي فقدت في المنطقة في عام 1694.
قال جريج ستيم، مؤسس شركة Odyssey Marine Exploration وقائد البعثة، لموقع Live Science في رسالة بالبريد الإلكتروني: « كما يحدث غالبًا في البحث عن حطام سفينة معينة، وجدنا الكثير من المواقع التي لم يسبق رؤيتها من قبل ».
وقال ستيم إن بعثة عام 2005 عثرت أيضًا على حطام سفن رومانية وفينيقية قديمة في المنطقة، ولم يتم نشر أخبار حطام القراصنة إلا الآن، في مقال جديد كتبه ستيم في Wreckwatch، بعد بحث تاريخي مكثف.
وأشارت المجلة في مقال لها على أن القراصنة من المغرب والجزائر في ذلك الوقت كانوا يشكلون تهديداً كبيراً لأكثر من 200 عام، حيث كانوا يهاجمون السفن ويقومون بغارات الرقيق على طول سواحل البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي في أوروبا.