تأتي قيمة هذا العمل في كونه يقارب مفاهيم التصنيع والاقتصاد والمعرفة. وهي مفاهيم ذات دلالة بالغة في المشهد المعاصر وذلك لكونها تمثل المفتاح الأساس لفهم الكثير من المعضلات التي يعاني منها الواقع. ذلك إنّ مفهوم الاقتصاد له علاقة كبيرة بنظام المعرفة، سيما في الفترة المعاصرة التي أصبح فيها هذا المفهوم موجهاً لمفهوم المعرفة والثقافة بشكل عام. فالمعرفة أصبحت اليوم عبارة عن « سلعة » يتحكّم فيه مفهوم الاقتصاد وتُمرّر عبر قنوات مختلفة لتصل إلى الجمهور. والحق أنّ بروز هذا المفهوم راجع بشكل كبير إلى التحولات التي بات يعرفها العالم والذي يجعل من مفاهيم التصنيع والمعرفة يتنزلان منزل رفيعة ومرموقة داخل المجتمعات المعاصرة التي يتحكم فيها منطلق المال والترفيه الاقتصاد.
يقول الكاتب « إن الظرفية العالمية المتميزة بسياق الأزمات وبالحروب خاصة على فلسطين، وتداعياتها على البلدان العربية خاصة في سياق صعود وتغول اليمين العالمي، هي عوامل تفرض مضاعفة الجهد لتفعيل البعد المغاربي والعربي وأيضا العمق الافريقي وتوظيف المشترك التاريخي واللغوي والثقافي والديني وتقوية الجبهة الاجتماعية ومراجعة استراتيجيات التحالفات والحماية الاجتماعية والتكنولوجيا ».
فهو في نظر بنشقرون " نموذج ومنظور يركز على الاستثمار في البنية التحتية الاجتماعية والقطاعات الصناعية في الصحة والتعليم الرقمية والنانوتكنولوجيا. نموذج تفعل فيه الدولة التنموية الاجتماعية المفترضة تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية والرقمية، من خلال تخطيط علمي وقطاع عمومي عقلاني التدبير ».
من ثم فإنّ إحداث ثورة في النظام التعليمي في نظره « يشكل رافعة أساسية للمشروع النهضوي، عبر تعليم عمومي متجدد، لبناء المهارات العلمية والتكنولوجية والثقافية والفنية والرقمية، وإطلاق سيرورة شاملة صوب اقتصاد ومجتمع المعرفة ويفترض أن يعمل المغرب على تحسين علاقته التفاوضية مع القوى الصناعية، لإرساء شراكات ندية وتنقيل التكنولوجيا وإعادة الاستثمار المحلي للأرباح وهو تحدي يمكن أيضا تحقيقه بالاستثمار الكثيف في البحث والتطوير وتوظيف الكفاءات العلمية والهندسية المغربية المهاجرة للمساهمة في المجهود الصناعي التنموي النهضوي للبلاد ».
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا