الروائي صلاح الدين أقرقر يسرد عوالم «حاجب السلطان»

المترجم المغربي محمّد الجرطي مُترجماً المفكّر الفرنسي بيير ماشيري

رواية جديدة

في 18/02/2025 على الساعة 13:49

أصدر الروائي صلاح الدين أقرقر روايته الجديدة «حاجب السلطان» ضمن منشورات المركز الثقافي العربي. وهي رواية ذات بعد تاريخي يحاول عبرها صلاح الدين أنْ يستكنه عوالم ما يسمى تاريخياً بحاجب السلطان.

تندرج هذه الرواية ضمن الروايات التاريخية والتي تُعدّ أحد أصعب الأنماط داخل الكتابة التخييلية الروائية، فهذا النوع من الكتابة الأدبيّة لا يرتكز فقط على عملية تصوير الواقع أو اللجوء إلى اعتماد الذاكرة انطلاقاً من عامل التجربة ومزجها بالتخييل، بقدر ما تعتمد الرواية التاريخية على عنصر البحث والحفر عميقاً في بنية النصوص التاريخية لمحاولة معرفة الزمن التاريخي وتملّك الفضاء الذي فيه تدور الحكاية وفهم طبيعة الشخصيات ومرجعياتها الأيديولوجية والفكرية.

بهذه الطريقة يصبح العمل الروائي عبارة عن مختبر فكري للتفكير في بعضٍ من القضايا والإشكالات التي تطال المغرب خلال حقبة تاريخية معيّنة. فمهنة الروائي لا تقتصر في بعض حالاتها على التخييل وإنّما التمحيص في الوقائع والأحداث، لأنّ العمل الأدبي في هذه الحالة يغدو عبارة عن بناء سرديّة جديدة لا تقف عند التاريخ الرسمي وإنّما الحفر في أشياء أهملها المؤرخ، إمّا بفعل النسيان أو لأنّها ذات علاقة بالسلطة السياسة المركزية المتمثلة في السلطان بشكل أساس.

تأتي قيمة هذه الرواية وغيرها من الروايات التاريخية في كونها تُعيد للتاريخ بهجته وأصالته داخل المتن الأدبي المغربي. ذلك إنّ التاريخ المغربي يحبل بالعديد من الأحداث ذات الأثر البارز في طوبوغرافية هذا التاريخ. فالروائي قادر أمام الثغرات والغموض الذي يكتنف البحث في التاريخ الراهن على التطرق إلى موضوعات لا مفكّر فيها، وعياً منه بقيمة الحرية التي يُتيحها النصّ الأدبي بالمقارنة النصوص النقدية ذات الطابع التجريدي.

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 18/02/2025 على الساعة 13:49