وأشارت المحامية والحقوقية سليمة فراجي، رئيسة رابطة كاتبات المغرب بجهة الشرق، في تصريح ل le360، أن الهدف من هذه الندوة التي اختير لها شعار «النخب النسائية الإفريقية ودورها في حركات الاستقلال والسيادة الوطنية »، هو التأكيد على أن القارة السمراء أضحت قوة عالمية، خاصة أن الخطاب الملكي الأخير بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء تحدث عن الواجهة الأطلسية، معتبرة هذا الأمر إشارة واضحة على رغبة المغرب في الانفتاح على الدول الإفريقية، لكون المملكة المغربية لها دور يعني فعال في القارة الإفريقية.
وبينت فراجي في التصريح ذاته، أن المرأة الإفريقية ناضلت نضالا مريرا من أجل التحرر، والحصول على الاستقلال، معتبرة أن الوقت الحالي انطلقت حركة تحررية جديدة، والتي هي تحرر اقتصادي وثقافي وتنموي، لكون الثقافة تمد الجسور بين مختلف الدول، ومشددة على أن هدف الرابطة يتمثل في إبراز المجال الادبي الثقافي للمرأة الإفريقية، خاصة وأن الندوة شاركت فيها نساء من مختلف دول إفريقيا، كالسينغال والكونغو وبوركينا فاسو ومدغشقر، ومبينة أنه بعد إغناء النقاش، ستخرج الندوة بنداء مدينة وجدة، لأن هذه الأخيرة هي بوابة إفريقيا وبوابة أوروبا.
بدوره، أكد الدكتور رضوان القادري رئيس جامعة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج، في تصريح مماثل، أن مشاركته أشغال هذه الندوة الفكرية والثقافية يأتي لإبراز الدور النسائي، خاصة منهم المغربيات والافريقيات في استقلالات دولهن، وما قدمته المرأة المغربية والإفريقية من تضحيات جسام، جنبا الى جنب مع الرجل، معتبرا أنه لا يجب أن ننسى أن الحضن الذي اعتنى بالمقاوم والمجاهد هي الأم، منوها بتوقيت الندوة الذي جاء في الذكرى الثامنة والستين لعودة المغفور له محمد الخامس من المنفى، وحصول المغرب على استقلاله.
وخلال هذه الندوة التي نظمتها الرابطة بشراكة مع جامعة محمد الأول بوجدة، ومركز الرباط للدراسات السياسية والاستراتيجية، وجامعة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج، ركز المتدخلون في عروضهم على ضرورة استقلالية القرار السيادي للبلدان الإفريقية، إذ أضحى من اللازم سيادة مبدأ المعاملة بالمثل، في مجال التبادلات والتعاون مع البلدان الأخرى في العالم، مبينين أهمية الدور النسائي في حماية وتثمين ثروات القارة ومواردها المادية واللامادية، ومشيرين إلى أن إفريقيا من خلال نخبها النسائية،زيجب أن تنطلق من منظور التنمية المشتركة وفق منطق التعاون رابح-رابح.
وأكدت راماتا ألمامي مباي من السنغال، رئيسة قطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية بمنظمة الإيسيسكو، أن « النساء يمثلن الأغلبية العددية، لكنهن أقلية عندما يتعلق الأمر بدورهن الحقيقي في بناء مجتمعات التنمية والمعرفة »، معتبرة اللقاء فرصة مثالية للإشادة بالمرأة الإفريقية، فيما يتعلق بتعزيز السيادة الوطنية في بلدها، وأيضا تثمين نماذج هؤلاء الناشطات، لاسيما في مجال المساواة والاندماج.
من جانبه، أشاد فرانك إيانغا ماكيلو من الكونغو الديمقراطية، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للعمال المهاجرين بالمغرب، بتنظيم هذا الحدث الذي يأتي تماشيا مع الرؤية الإنسانية للملك محمد السادس، الذي ما فتئ يؤكد على وضع المرأة في الصدارة واحتلال المكانة اللائقة بها، من أجل التحرر الحقيقي والتمكين داخل المجتمع المغربي.
أما رئيسة رابطة كاتبات إفريقيا، بديعة الراضي، فأشارت إلى أن هذا اللقاء يسعى إلى أن يكون مناسبة لتسليط الضوء على الأدوار التي اضطلعت بها النخب النسائية الأفريقية، خاصة في استقلال بلدانهن، مشيرة إلى أن الرابطة ستضاعف من مثل هذه المبادرات في العديد من الدول الأفريقية.وتضمن برنامج هذا اللقاء مناقشة عدة محاور منها، على الخصوص، «مشاركة المرأة في جهود الكفاح من أجل الاستقلال »، و »النضال من أجل حقوق المرأة باعتباره تجسيدا للاستقلال الوطني».