ويأتي عنوان المحاضرة بـ « جون دراموند هاي والمغرب: طنجة منطلقاً وموئلا » حيث سيرصد خالد بن الصغير المحطات الأساسية التي طبعت سيرة هذا الدبلوماسي على أرض المغرب. خاصّة وأنّ مدينة طنجة بحكم طابعها الدولي، ظلّت مدينة مفتوحة على العالم. وهذا الانفتاح أتاح لها إمكانية احتضان العديد من الكتاب والفنانين والسينمائيين والدبلوماسيين الذين صنعوا صورتها التي تبدو عليها اليوم. ولعب دون دراموند هاي خلفاً لوالده الدبلوماسية الشهير دوراً كبيراً في تقريب أواصر الصداقة بين المغرب وبريطانيا في تلك الفترة. إلاّ عدد من الباحثين يعتبر أن تلك الشخصية التي ظلّ يتمتّع بها السفير، لم تكُن إلاّ مجرّد صورة مزيفة عن رجلٍ حاول دائماً أنْ يولي أهمية للمصالح الاستراتيجية لبلده داخل المنطقة العربيّة.
يبدو غريباً على القارب إلقاء محاضرة من لدن مؤرخ حول سفير دبلوماسي، مع العلم أنّ المؤرّخ له قدرات مذهلة في البحث والتنقيب عن آثار السفراء ودبلوماسيتهم وعبورهم من أرض المغرب. إنّ المنهج التاريخي، منهج صارم يُمكّن صاحبه من تتبع التحولات التي يعرفها البلد في مرحلة ما. ويُسلّط الضوء انطلاقاً من وثائق مختلفة مثل الاتفاقيات والمعاهدات على تقديم صورة جديدة للمغرب الدبلوماسي. بل إنّ الاعتماد على هذه الوثائق الدبلوماسية هو ما يعطي الشرعية للمؤرخ بأنْ يخوص غمار البحث في هذا الموضوع.