في حواره هذا يتحدث صاحب « يوم خريف » عن بداياته الأولى في عالم الفنّ، بعدما درس المسرح لمدة 5 سنوات بمدينة الدارالبيضاء، ثم سنتين الإخراج السينمائي بنفس المدينة، ليُشارك في مسابقة أفلام قصيرة كانت حينها من تنظيم المركز الثقافي الفرنسي. ويقول أنّه بما كان الأوّل على المُسابقة فقد قُدّم له هاتفاً محمولاً كهدية، فاضطر منذ اليوم الأوّل إلى بيعه من أجل تصوير فيلم القصير الأوّل الذي فاز بعدّة جوائز داخل المغرب وخارجه. ومنذ ذلك الإبان اقتحم بادي الصناعة السينمائية وغدا من الوجوه الجديدة التي تطبع الحياة السينمائية، بحكم ما قدّمه في أفلامه الـ 4 من اشتغالاتٍ جماليّة مُكثّفة، سيما على مُستوى الصورة وجماليّاتها.
ويعتبر بادي أنّه رغم الإمكانات التخييلية الهامّة التي يحبل بها الفيلم القصير بالمغرب، إلاّ أنّه لا يجد أيّ اهتمام من لدن المؤسّسات الإنتاجية التي لم تنتج له لحد الساعة أيّ فيلم، رغم كونه فاز بالعديد من الجوائز ومثّل المغرب في الكثير من المهرجانات العربيّة والدولية. وذلك لكون الفيلم القصير لا يُعرض إلاّ داخل المهرجانات، مقارنة بالفيلم الروائي الذي يستطيع دخول عالم الصالات والتلفزيونات والمهرجانات. كما لا توجد سياسة واضحة المعالم والرؤى تسعى جاهدة إلى احتواء وتقنين صناعة الفيلم القصير ودعمه وجعله يدخل عالم الصناعة الحقيقية من خلال إنتاجه وتوزيعه داخل المنصّات الإلكترونية مثلاً.
يرى صاحب فيلم «أيام الربيع» الذي فاز بالجائزة الكبرى ضمن مهرجان السينما المُستقلّة أنّ أفلامه تتقاطع وتتلاقى من الناحيتين الفنّية والجماليّة. فهي تتشابك على مُستوى الكتابة التي تجعلها على شكل دفقاتٍ شعريّة متجانسة، لكنّهما يختلفان من حيث الموضوع السينمائي وطريقة تصويره وانتمائه إلى الواقع.