نيزك مغربي يحل لغزا علميا ويتحول إلى دليل على وجود مياه ساخنة على سطح المريخ

نيزك عثر عليه في الصحراء المغربية عام 2011

في 01/05/2025 على الساعة 12:00

في تحول غير متوقع لقصة بدأت في الصحراء المغربية، كشفت صخرة سوداء (نيزك) عُثر عليها عام 2011 عن واحدة من أبرز الاكتشافات العلمية المرتبطة بكوكب المريخ، بعدما تبيّن أنها تحمل أدلة دامغة على وجود مياه حرارية على سطح الكوكب الأحمر في تاريخه السحيق.

ووفقا لتقرير حديث نشرته مجلة "كلاس ألمنك" الأمريكية المتخصصة في التكنولوجيا والعلوم، فقد تم اكتشاف هذه الصخرة التي بدت عادية للوهلة الأولى في صحراء المغرب، وجرى بيعها لاحقا لهوّاة جمع التحف كقطعة نادرة. لم يكن أحد يتوقع حينها أن هذا الجسم سيُصبح لاحقا محطّ اهتمام عالمي في الأوساط العلمية، ويُعرف اليوم باسم "Northwest Africa 7034″ أو NWA 7034.

حجر أسود.. وماضٍ أحمر

يروي التقرير أن مجموعة من الشبان المغاربة عثروا على الصخرة الغامضة في قلب الصحراء الكبرى، قبل أن تدخل سلسلة من المعامل والبحوث التي كشفت تدريجيًا طبيعتها الحقيقية: نيزك مصدره المريخ. ويبلغ وزن هذا النيزك نحو 320 غرامًا، لكنه يتميز بتركيبة جيولوجية فريدة من نوعها، تضم معادن من أعمار متباينة، بعضها يعود لمليارات السنين.

وقد أظهرت تحاليل لاحقة أن بنية هذا النيزك تتوافق بشكل مدهش مع بيانات المركبات الجوالة التابعة لوكالة ناسا، وهو ما يؤكد أنه كان في الأصل جزءًا من قشرة المريخ قبل أن يُقتلع بفعل تأثير ما ويشق طريقه إلى الأرض.

عمره 4.45 مليار سنة

واحدة من أبرز المفاجآت التي أماط عنها العلماء اللثام، كانت العثور على بلورة زركون دقيقة داخل النيزك، كشف تحليلها المجهري أنها تعود إلى 4.45 مليار سنة، ما يجعل منها واحدة من أقدم البقايا المعروفة من المريخ. هذا الاكتشاف قدّم نافذة غير مسبوقة لفهم البدايات الأولى للكوكب الأحمر، قبل أن يتحول إلى بيئته الجافة والباردة الحالية.

مياه حرارية على المريخ

لكن الاكتشاف الأهم – بحسب المجلة – تمثل في الكشف عن نسبة عالية من الماء داخل هذا النيزك، تفوق بعشر مرات ما هو مسجل في نيازك مريخية أخرى معروفة. ورغم أن تفاعل النيزك مع الماء كان معروفًا منذ فترة، إلا أن التحاليل الحديثة باستخدام تقنيات متطورة كشفت وجود شوائب من المغنتيت محصورة داخل بلورات الزركون.

هذه الشوائب تؤكد أن البلورة تشكلت في بيئة حرارية مائية – أي في وجود ماء ساخن – وهو ما يشير إلى أن المريخ كان كوكبًا نشطًا جيولوجيًا، وربما صالحًا لاحتضان شكل من أشكال الحياة في ماضيه البعيد. والأهم أن وجود المغنتيت في مناطق لم تتأثر بالإشعاع يثبت أن هذه التفاعلات حدثت أثناء تبلور الزركون نفسه، وليس بفعل عمليات لاحقة.

من رمال المغرب إلى مختبرات العالم

تحول نيزك NWA 7034 من قطعة صخرية مغمورة في رمال الصحراء المغربية إلى أداة بحثية محورية في مسار فهم العلماء لتاريخ المريخ. واليوم، يُعدّ من العينات الأكثر قيمة في دراسة الكوكب الأحمر، كونه يقدم أدلة قوية على بيئة مائية كانت نشطة في الماضي، وهو ما يعزز من فرضيات إمكانية وجود حياة في ذلك الزمن.

تحرير من طرف سعيد قدري
في 01/05/2025 على الساعة 12:00