يُعرف مهرجان المسرح الجامعي في كونه واحداً من التظاهرات الفنّية الهامّة التي أصبحت تكتسي صبغة خاصّة داخل الثقافة المغربية. وذلك في كون المهرجان أضحى من العلامات المُضيئة التي أصبحت تنتج خطاباً مسرحياً جامعياً قوياً له خصائصه وجمالياته داخل التجربة المسرحية. وتبرز قيمة مهرجان المسرح الجامعي في كونه أصبح عبارة عن مختبر معرفي قادر على إنتاج تجارب مسرحية تُضاهي في نصوصها وأدائها التجارب المسرحية الاحترافية. سيما وأنّ المهرجان لعب دوراً كبيراً في الكشف عن الكثير من المواهب الشابة التي أصبحت اليوم معروفة داخل الساحة المسرحية. ويحظى هذا الحدث المسرحي بأهميته داخل الثقافة المغربية، لأنّه مع مرور السنوات يجد المُشاهد نفسه أمام مسرح احترافي يُحاول برؤية فنية مختلفة أنْ يُلامس اهتمامات الشباب ويبحث داخل الواقع عن أشكال فرجوية جديدة بها يضمن وجوده واستمراره داخل الساحة الفنّية.
تتميّز الدورة 36 من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدارالبيضاء، « ببرنامجها النوعي في الشكل والمضمون والذي يشارك ضمن فعالياته عدة دول من المعمور، تمثل جامعاتها ودولها. كما يبرمج المهرجان عروضاً مسرحية لفرق جامعية مغربية، تخصص لها لجنة تحكيم تتشكّل من فعاليات متخصصة وطنية ودولية. وسيرا على هوية المهرجان العلمية والأكاديمية تبرمج خلال فعالياته محترفات تكوينية في عدة مجالات وتخصصات مسرحية لفائدة طلبة الكليات المغربية وباقي المهرجانيين وهواة المسرح، وبموازاة ذلك ينظم لقاء فكري وتداولي في المسرح وتيمة المهرجان، كما يحافظ المهرجان على لحظات الوفاء والاعتراف والتكريم لفعاليات مسرحية تمثل جل الحساسيات الإبداعية، ناهيك عن مناقشة للعروض المسرحية في برمجة ليالي النقاش خلال المهرجان، والتي تعتبر مختبراً تكويناً آخر مفتوحاً بين الفرق للتعرّف على انجازهم الإبداعي والفكري.