ويأتي عرض هذا الفيلم على خلفية المكانة التي يتنزّلها الشريف الطريبق في المشهد السينمائي المغربي، باعتباره من التجارب الإبداعية القليلة التي تكتب وتُخرج أعمالها السينمائية بوعيّ مكثف وغنيّ. إذْ تنخرط سينما صاحب « أفراح صغيرة » في الواقع والاشتباك معه والعمل على تفكيكه وفق رؤى فنية مختلفة تعطي قيمة أكبر لعملية الكتابة وتحفر مجراها عميقاً على جسد الصورة السينمائية. ورغم اختلاف أفلام محمد الشريف الطريبق عن بعضها البعض من ناحية الموضوعات وطرق المعالجة، إلاّ أنّ هناك الكثير ممّا يُوحّدها ويجعلها أفلاماً تُشاهد بحبّ كبير ورغبةٍ في التفكير والتأمّل، بحكم ما يصبغه الطريبق على أفلامه من اشتغال مكثف من ناحية المفاهيم ورصد السياقات ونقد المجتمع والكشف عن الكثير من مآزقه وتصدّعاته كما هو الحال في فيلم « زمن الرفاق ».
تُساهم مثل هذه اللقاءات في خلق نوع من النقاش الحقيقي بين المخرج وطاقم العمل مع الجمهور، بما يجعله يُثري جماليّات الفيلم والكشف عن صناعته وجمالياته. ويُعد الطريبق من المخرجين القلائل الذين تجدهم في أغلب المهرجانات يدافعون عن السينما ويواجهون النقاد، خاصّة وأنّه يتوفّر على مجموعة من المؤلفات التي تُبرز وعيه بالذوق السينما وطريقته في الإخراج وكيف يغدو الفيلم مختبراً بصرياً لتمرير أفكار ومناقشة قضايا وإشكالات.