تأتي قيمة هذا الكتاب في كونه يفتح نقاشاً فكرياً حول مشروع مفكر أصبح كتاباته تتخذ بعداً كونياً، خاصة في سياق نظريات ما بعد الكولونيالية. على هذا الأساس، فإن استعادة صاحب « الاستشراق » نابعة من قناعة ذاتية عند بن الوليد بأهمية هذا المفكر وقيمته بالنسبة للقراء في فهم الكثير من القضايا والإشكالات ذات صلة بالمجتمع والسياسة وفلسطين والأدب. إنها استعادة صادقة من باحث طالما عُرف بجدّة ما يكتبه من نقدٍ ثقافي يحاول فيها دائماً أنْ يحقق عزلته المدهشة من أجل استنبات نقد جديد لا يقف عند حدود النقد في بعدها الكلاسيكي، بقدر ما يوسّع آفاقه المنهجية ويُعيد مركزة الخطاب الأدبي داخل سياقات فكرية بها يحتمي من التكرار والتدوير.
يقول بن الوليد في مقدمة كتابه « لقد ظل الفضاء الفرنسي بصفة عامة بمعزل عن مجمل التوجهات النظرية التي تبلورت في العالم الأنجلو أمريكي مثل دراسات الجندر وسياسات الهوية والتعددية الثقافية والنقد النسائي. وبالرغم أن هذه الدراسات انطوت على مقاربات جديدة وجدة معرفية وتصورات مغايرة، مما جعلها من خلال آفاقها التحليلية ومواقف أصحابها، تفرض ذاتها داخل العلوم الاجتماعية على نطاق عالمي، إضافة إلى صور المثقف التي تكشفت في العديد من هذه المقاربات وفي المدار ذاته الذي يفيد في مجال النقد ما بعد الكولونيالي ».
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا