وتناقش هذه المسرحية، التي عرضت بالمسرح الكبير بنمسيك بالعاصمة الاقتصادية، ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﻔﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻜﻨﻮنات ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻪ، ﻭالتي تعد ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺴﺒﺒﺎﺕ ﺍﻻﻛﺘﺌﺎﺏ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻟﻠﺬﺍﺕ وللآﺧﺮﻳﻦ.
هذه ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺎﺕ تناولتها مسرحية «ﺳﺎﻟﺐ ﺻﻔﺮ»، ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ استثمار شخصية ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎء ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ أﺭﻧﺴﺖ ﺷﺘﺮﺍﻭﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﺻﻞ ﺑﻌﺒﻘﺮﻳﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ أﻥ ﺗﺰﺭﻉ ﺑﺪﺍﺧﻞ جسم ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﺘﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﻋﺮہ ﻭﺃﺧﻼﻗﻪ مع ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻷﻓﻀﻞ. ﻭفي خضم هذا ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺳﺮﻳﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻭﺗﻌﺮﺽ ﻋلى بطل المسرحية ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺻﻨﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﺤﺔ ﻣﻊ ﺗﻮﻓﻴﺮ مختبر كي يقوم ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺮﻳﺤﺔ.
وبهذه المناسبة، أوضح الممثل محمود توفيق، الذي أدى أحد الأدوار في هذا العمل المسرحي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأبناء، أن هدف أﺭﻧﺴﺖ ﺷﺘﺮﺍﻭﺱ، هذا العالم العبقري، يتمثل في العمل على رد الاعتبار للإنسان من خلال التأكيد على أهمية التعامل الجيد بين الناس، إلا أن إحدى المنظمات السرية تستغله وتغريه لتوقعه في المحظور.
بينما كشفت أمنية عبد الله، التي شخصت دور بنت ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎء ﺷﺘﺮﺍﻭﺱ، في تصريح مماثل، أن هدف هذا العالم كان نبيلا عبر وضع ﺷﺮﻳﺤﺔ ﺗﺰﺭﻉ ﺑﺪﺍﺧﻞ جسم ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﺘﺘﺤﻜﻢ فيه، مضيفة أن ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺳﺮﻳﺔ تدخلت على الخط عبر إغرائه باﻟﺸﻬﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ نظير ﺻﻨﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﺤﺔ، إلا أن الأمور انقلبت إلى ما لا تحمد عقباه.
وتشكل الدورة الـ36 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، التي تمتد إلى غاية 7 يوليوز الجاري، ملتقى للطلبة ﻭللمحترفين ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻘﺎﺭﺍﺕ، ﻭﺭﻏﻢ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ ﻭﺩﻳﺎﻧﺘﻬﻢ ﻭﺃﻋﺮﺍﻗﻬﻢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻤﻌﻬﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻦ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ.
وتشارك في هذه الدورة العديد من الفرق المسرحية تمثل كلا من ألمانيا وأندونسيا وكولومبيا، وأرمينيا، وكوريا، وإسبانيا، ومصر إلى جانب البلد المضيف المغرب الممثل ببعض الجامعات من البيضاء والمحمدية وبنكرير وطلبة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط.
وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﻭﺽ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ، ﺑﺮﻣج المنظمون ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺭﺷﺎﺕ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻴﺔ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻭﻫﻮﺍﺓ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻭﺍﻻﺭﺗﺠﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﺴﺪ ﻭﺍﻟﻔﻀﺎء.
وبالمناسبة، تنظم ﻧﺪﻭﺓ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ «ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﻥ»، ﺣﻴﺚ ﻴﺠﺘﻤﻊ ﺟﺎﻣﻌﻴﻮﻥ ﻭﺑﺎﺣﺜﻮﻥ ﻭﻓﻨﺎﻧﻮﻥ ﻭﻋﻠﻤﺎء ﻧﻔﺲ ﻟﺘﺸﺮﻳﺢ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺴﺮﺡ.