تأتي قيمة هذه المحاضرة العلمية في كون الذي يلقيها يعتبر من الأسماء البارزة في مجال البحث العلمي. ذلك إنّ أبحاثه الغزيرة والمتنوعة ساهت إلى حد كبير في تشكيل وعي فكري كبير حول بعض القضايا والإشكالات. ويحرص بوصوف في مجمله كتاباته على الكتابة وفق نفس فكري مختلف، لا يعيد فيه تكرار المكرّر بقدر ما يحرص على تتبع الوثائق وقراءة المصادر بغية تقديم معرفة جديدة عالمة بسياقاتها التاريخية وأكثر وعياً بالتحولات المفاهيمية التي تطال الثقافة المغربية. وسيُقدّم عبد الله بوصوف هذه المحاضرة لمحاولة معرفة وتمثل صورة الإسلام بين الماضي والحاضر، فهذه المقاربة التاريخية التي يعتمدها بوصوف تعطي للباحث إمكانية التعرّف عن المسار الذي قطعه الإسلام منذ بداياته إلى اليوم.
تلعب مثل هذه المحاضرة العلمية دوراً كبيراً في توجيه الباحثين والطلبة وحثهم على التكفير وفق نزعة مختلفة تدفعهم إلى البحث عن أشياء مغايرة. كما أنّ تزود الباحثين الشباب بأدوات منهجية قد لا يتعرفون عليها أثناء تلقي الدروس الجامعية، بحكم أنّ هذه المحاضرات تساعدهم على الخروج من التفكير الجامعي والبحث لهم عن موقع خارج الجامعة على أساس أنّ ما هو موجود في الخارج يختلف بشكل كلّي عن الداخل.
