أصبحت صاحبة « لا يهم إن نفقت البهائم » من أهم المخرجات المغربيات اللاواتي يعملن على تمثيل السينما المغربية في الخارج، بعدما فاز فيلمها القصير بنفس الجائزة سنة 2020، وهذا راجع إلى كون موضوعاتها تطرح دائماً أسئلة الواقع في علاقته بالناس والفضاء، لكنها لا تقف جماليا عند حدود هذا الواقع، بل تتجاوزه بطريقة غرائبية، تجعلها تبني عالمياً فانتاستيكياً موازياً للواقع.
إنّ صُوَر علوي تتميّز بخاصية التجريب التي تجعلها تهدم الأساس الواقعي وتبني من خلال ذلك وجوداً جديداً. فالتجريب يدفعها إلى ابتداع شكلٍ سينمائي مختلف ومغاير عن طبيعة الأفلام السينمائية المغربيّة، ناهيك عن إيمانها باللغة الأمازيغية كلغة تعبير أساسية داخل أفلامها.
هذا وتجدر الإشارة بأنّ « أنيماليا » يُعدّ فيلمها الطويل الأوّل، بعد فيلمها القصير « لا يهم إنْ نفقت البهائم » وقد جسّد أدواره كلّ من أميمة بريد والمهدي الذهبي وسعاد خيي والفلسطينية هيام عباس.
تقول المخرجة صوفيا علوي عن اختيار الأمازيغية لغة تفكير وتعبير « لكوني أرى أنها لغة مهمشة في الوسط الفني المغربي، لذلك ارتأيت أن أرد الاعتبار لجمالية هذه اللغة، وأيضاً لأن المغرب في الأصل بلد أمازيغي غير أن كثيراً منا ينسى ذلك».