في هذه الحلقة، نتعرّف على الكاتبة والمخرجة السينمائية صونيا التراب، صاحبة فيلم « الحصلة » للحديث عن علاقتها بالسينما وعشقها. ذلك إنّ أفلامها تُعدّ من التجارب الوثائقية الهامّة التي تخترق الواقع، وتحاول من خلال هذا الواقع استلهام قصص وحكايات. وقد أثار فيلمها « الحصلة » الكثير من الجدل داخل المجتمع، فهو فيلم يُصوّر واقع وساكنة شباب الحي المحمدي وطريقة رؤيتهم للواقع. وتتميّز أعمالها بهذه القدرة
وتقول صونيا التراب أنّه لحظة مشاهدتها لأحد أفلام المخرج الفلسطيني إيليا سليمان بدأت تبكي وهي صغيرة. ذلك إنّ أفلامه تؤثر فيها بشكل قويّ وتدفعها إلى التفكير في طبيعة المجتمعات. ذلك إنّ أفلامه تنبني على بساطة أسلوبية وعلى وعي دقيق بالمأساة الفردية. وهذا الأمر، هو ما يجعل أفلام المخرج إيليا سليمان دائماً معي، لأنّها تعطيني إحساسا بطبيعة الفيلم السينمائي وما ينبغي أنْ يكون عليه. فهذا الأمر، حرّر رؤيتها السينمائية تجاه الواقع وجعلها تُركّز على نظرتها للواقع، باعتبارها مخرجة متخصّصة في الأفلام الوثائقية.
وترى صاحبة « شكسبير البيضاوي » بأنّ لم تعُد تُحبّ مشاهدة الأفلام في الصالات السينمائية، بعد تجارب مرهقة عاشتها المخرجة. إذْ تجد نفسها داخل فضاء يتكلم فيه الناس ولا يشاهدون فيه الفيلم. ما جعلها أكثر من مرة تهرب إلى الخلف، حتّى تستطيع اختلاس السمع. فالضجيج بالنسبة لها داخل القاعات أشبه بالكابوس الذي يرمها من متعة السينما وجمالياتها.