وأوضح بنسعيد أن النقاش مع هذه المنصات يهدف إلى حماية القيم المغربية وضمان احترام الخصوصية الثقافية في ظل التحديات المرتبطة بحرية التعبير.
وأشار الوزير إلى أن اللقاء الذي جمعه سابقا مع وائل عزت، مدير السياسات العامة لـ « تيك توك » في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط يعكس إرادة المنصة في الانفتاح على المملكة المغربية، حيث تم مناقشة إمكانية افتتاح مكتب للمنصة في المغرب، مما يعزز التواصل والتفاهم حول القيم المحلية.
وشدد بنسعيد على أهمية الدور الذي يجب أن تلعبه الأسر في مراقبة استخدام الأطفال للمنصات الرقمية. وأوضح قائلا: « الحكومة يمكنها وضع قوانين ومبادرات، ولكن دور الأسرة يظل أساسيا في مراقبة استخدام الأبناء للتكنولوجيا الرقمية ».
وأشار وزير الثقافة إلى أن الحظر الفعلي لمثل هذه المنصات يبقى صعبا تقنيا بسبب وجود أدوات مثل الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN).
وفيما يتعلق بالتصدي للمعلومات الزائفة والتشهير، أكد الوزير على ضرورة تفعيل القوانين المتعلقة بهذا المجال، مشيرا إلى أن المتضررين يتحملون مسؤولية اللجوء إلى القضاء لحماية حقوقهم.
وفيما يخص دور الحكومة في التعامل مع المنصات الرقمية الكبرى مثل « غوغل » و« فيسبوك »، أشار بنسعيد إلى أن المملكة تعمل على تكتل إقليمي مع دول عربية أخرى لطرح القضايا المشتركة المرتبطة بالقيم الثقافية، بما في ذلك مفهوم « تمغربيت ».
وأوضح أن هذه المنصات العالمية تنظر إلى نفسها كـ »شبه دول »، ولها تصوراتها الخاصة حول القيم وحرية التعبير، ما يستدعي تعزيز الموقف التفاوضي العربي المشترك.
وأضاف الوزير أن هذا التكتل يهدف إلى تعزيز القوة السياسية والاجتماعية في الحوار مع هذه الشركات، مشيرا إلى أهمية التوازن بين حماية القيم الثقافية وضمان حرية التعبير.
واختتم بنسعيد مداخلته بالتأكيد على التزام الحكومة بمواصلة الحوار مع المنصات الرقمية والعمل على وضع الآليات التي تضمن احترام الخصوصية الثقافية للمجتمع المغربي، مع الرفع من وعي الأسر حول الأدوار التي ينبغي أن تضطلع بها في هذا المجال.