يقول فؤاد العروي بأنّه تم اختياره للقيام بهذه المهمّة من أجل تأليف كتاب حول فنّ التبوريدة بالمغرب، ما جعله يقوم ببحث طويل وسياحة كبيرة في مجالات تتعلّق بالتاريخ والأنثروبولوجيا. ذلك إنّ الاهتمام بكتابة تاريخ التبوريدة يستدعي تحصيلاً معرفياً كبيراً وقدرة مذهلة على التقاط تفاصيل من التاريخ الهامشي وإعادة وضعه في سياق مركزيّ يُعطي قيمة كبيرة لهذا الفنّ الذي يتميّز بأبعادٍ أنثروبولوجية محضة. بحيث أنّ كتابته تفترض تنوعاً في المناهج والمقاربات التي تجعل الكتابة ممكنة وقادرة على اختراق ميكانيزمات هذا الفنّ المركّب التي يتداخل فيه الرمزي بالروحاني ويُكوّنان معاً وحدة مركّبة يصعب اختراقها بدون استلهام أفكار ومعارف من داخل العلوم الإنسانية والاجتماعية.
ويرى العروي بأنّ الغرض من الكتابة بالدرجة الأولى هو إعطاء نظرة أولية للناس الذين لا يعرفون شيئاً عن التبوريدة. لذلك حاول أنْ يبرز العلاقة الروحية بين الركاب وخيولهم في كونها ذات علاقة غريبة مبنية على الاحترام. ويعتبر أنّ تأليف هذا الكتابة ساعده بشكل كبير على فهم الكثير من ممارسات هذا التراث، كما أتاح لهم إمكانية العودة إلى طفولته وفهم الكثير من الأشياء التي يفهمها بمدينة الجديدة حول فنّ التبوريدة.