ويتضمّن الكتاب النقدي إلى جانب المقدمة الجديدة بعنوان « القصد والمحتوى » مجموعة من العناوين العامة والفرعية التي تفتح شهية الغوص في قراءة الكتاب وتأمّل تجربته الشعرية في علاقتها بالنثر، لكنْ من منظور شعريّ كما هو الحال في روايته « جيترود شتاين » من « منظور تخييلي ما بعد كولونيالي ». وتعكس هذه العناوين مدى معرفة يحيى بن الوليد بالكتابة الشعرية عند حسن نجمي وموقعها داخل الجيل الثالث(الثمانينيات) من المَشهد الشعري المغربي المعاصر، على أساس أنّ هذا الجيل الثقافي، حاول في عددٍ من دواوينه الاشتغال بوعيّ علمي مُتقدّم أكثر انفلاتاً من الإيديولوجيا التي طبعت جيل السبعينيات. وتُضمر أعمال هذا الجيل، كيف غدا النصّ الشعري لا يحتكم إلى الأبعاد السياسية المُرتبطة بسياق المرحلة وقلقها، بل انطلاقاً من أبعادٍ رؤيويةٍ تمزج بين الأصالة المعرفية وهواجس الذات وعوالمها التخييلية.
هذا ويُعد يحيى بن الوليد، من التجارب النقدية التي تُحاول العمل على إخراج النقد من طابعه الكلاسيكي المُرتبط بقراءة الأعمال الأدبيّة وربطها بسياقاتها التاريخية والاجتماعية والذاتية، صوب نصّ نقديّ غنيّ بالمعارف الرؤى. نصّ يعتمد على الرأسمال المعرفي كذريعةٍ للتفكير فيما يُمكن أنْ يُصبح عليه النقد، باعتبارها كتابة فكرية تتجاوز مفاهيم النقد.