الوثائقي، الذي يُعد بمثابة تكريم بصري حميمي للفنانة خديجة طنانة، سعى إلى تقديم صورة وافية عن العطاء الفني والثقافي المتواصل لطنانة، من خلال شهادات مؤثرة لمجموعة من الفنانين التشكيليين، وأساتذة جامعيين، ومسؤولين ثقافيين، سلطوا الضوء على تفاصيل مسارها الطويل في مدينتي تطوان وفاس، وما راكمته من مشاريع فنية وتربوية داخل وخارج المؤسسة التي تحمل اسمها.
واستعرض الفيلم، بأسلوب بصري بسيط وعميق، ملامح من عوالم خديجة طنانة، سواء داخل رواق المؤسسة أو خارجه، متتبعا أثرها الإبداعي في المشهد التشكيلي المغربي، من خلال لوحاتها، وورشاتها، وعلاقاتها الإنسانية التي نسجتها مع أجيال مختلفة من الفنانين والمبدعين.
وجرى العرض بحضور لافت لثلة من الفنانين التشكيليين والمثقفين من مدن تطوان وطنجة، إلى جانب ممثلين عن وزارة الثقافة، وسط أجواء احتفائية مفعمة بالاعتراف والوفاء، وذلك في إطار عودة مؤسسة خديجة طنانة إلى الساحة الثقافية بعد فترة توقف تأملي خُصصت لإعادة هيكلة برامجها وتقييم تجربتها السابقة.
وحسب بلاغ صادر عن المؤسسة، فإن هذا الحدث يؤسس لانطلاقة جديدة تُجسد روح المؤسِّسة ورسالتها الثقافية، القائمة على الانفتاح، والتنوع، وتكريس الفن كمساحة للحوار والإبداع، من خلال برامج تفاعلية طموحة ذات بعد محلي ودولي.
وتميّزت الفعالية بتنظيم معرض جماعي للفن التشكيلي، بمشاركة عدد من الأسماء اللامعة في الساحة الفنية، من بينهم: محاسن الأحرش، مصطفى اليسفي، داليدا بنسفاج، ويوسف سعدون، إلى جانب أمسية شعرية أضاءها الشاعران أمل الأخضر ومخلص الصغير، على أنغام فقرات موسيقية متنوعة أداها الفنان هشام الزبيري والمطربة أمينة العلمي.
وستُختتم فعاليات البرنامج الثقافي لمؤسسة خديجة طنانة يوم السبت 21 يونيو الجاري، بتنظيم ندوة فكرية مفتوحة حول واقع الفنون التشكيلية في مدينة تطوان، وذلك بحضور عدد من النقاد والفنانين والممارسين، في خطوة تهدف إلى تعميق النقاش حول راهن وتحديات الإبداع البصري بالمغرب.
بهذه المبادرة، تُجدد المؤسسة التأكيد على استمرار العطاء، تماماً كما عنونت شريطها الوثائقي، واضعة الفن والثقافة في قلب الدينامية المجتمعية المتجددة.
