في هذا الكتاب يعمل بوكبوط على اتباع المنهج التاريخي الحفري بغية تتبع مراحل احتلال التخوم الصحراوية وإظهار حجم المقاومة التي أبدتها القبائل في وجه الاحتلال. تأتي أهمية هذا الكتاب في كونه لا ينطلق من المراجع(المؤلفات) التي سبق لها أنْ قاربت الموضوع وفكرت فيه، بل يستند على آلية تجديدة تجعله يعود إلى الأرشيف الدبلوماسي الفرنسي والتنقيب فيه عن وثائق جديدة قادرة على كتابة تاريخ جديدة للقابل الصحراوية. لذلك فإنّ العودة إلى الأرشيف، تعطي للباحث إمكانات مذهلة على مستوى الكشف عن حقائق جديدة لم تتوصل إليها الكتابات السابقة.
يقول بوكبوط في كتابه الجديد « لم يهتم معظم الباحثين المغاربة بتاريخ التخوم للبالد خلال عقود طويلة، ولعل مرد ندرة الأبحاث والدراسات القمينة بإماطة اللثام عن التطورات التي شهدتها تلك التخوم الصحراوية خلال النصف الثاني من القرن الـ 19 والثلث الأوّل من القرن العشرين، وكذا الضبابية والتعميم وضعف التوثيق الذي وسم القليل مما كُتب بشأنها، يكمن بالأساس في غياب أو صعوبة الوصول إلى وثائق يعوّل عليها في كتابة تاريخ وثق وعلمي لتافيلالت وهوامشها في المرحلة المضطربة التي سبقت احتلال المنطقة سنة 1932″.
يضيف « ومن حسن الحظ أن السلطات العسكرية والدبلوماسية الفرنسية اهتمت بأحوال تلك التخوم عموماً وبأوضاع تافيلالت وهوامشها خصوصاً، في إطار خطة التوسّع والغزو التي وضعها ليوطي منذ تعيينه على رأس قيادة عين الصفراء سنة 1903 إذ تحتفظ دور الأرشيف الفرنسية سواء في باريس أو في نانت بعشرات الآلاف من التقارير والمراسلات والبرقيات تسعف بمادة تاريخية تسلط الضوء على مجريات أحداث ووقائع بقيت في الظل، ولا ذكر للنذر اليسير منها إلا فيها لا تزال تحتفظ به الذاكرة الشعبية فيها وراء سفوح الأطلس الكبير الشرقي وكتلة صاغرو وعلى طول الإمتدادات الفاصلة بين حمادتي كير ودرعة وواد نون« .




