يُشارك في اللقاء الثقافي المُنظّم تحت إشراف عميد الكلية، كلّ من المطربة والكاتبة ثريا الحضراوي والشاعرة سكينة حبيب الله والمخرجة المسرحية أسماء هوري، وهي وجوهٌ ثقافية مغربيّة تختلف وتتباين مُساهماتها، لكنّها تلتقي من حيث السؤال الثقافي الذي يجعل كلّ واحدةٍ تُبلور مشروعها، انطلاقاً من جنس أدبي أو لونٍ فنّي أو تعبير جمالي. ويأتي اللقاء على خلفية ما قدّمته المرأة المغربيّة من دورٍ فعّال داخل مجالات الثقافة والفنّ بالمغرب، بعدما راكمت العديد من المشاريع الثقافيّة جعلتها تتبوأ مكانة مرموقة في العالم، سيما وأنّ مواقع التواصل الاجتماعي، تكشف بين الفينة والأخرى حجم هذه الإسهامات، بعدما بدأت عدسات الهواتف تُسلّط الضوء على بعض الإنتاجات النسوية المغربيّة والطريقة التي بدأت بها تتموقع في العالم إمّا عن طريق الكتابة أو الغناء أو الرقص أو التمثيل.
تعتبر ثريا الحضراوي من رموز فنّ الملحون بالمغرب، ذلك إنّ تجربتها الغنائية الرفيعة، جعلتها مطربة شهيرة داخل المغرب وخارجه، بل إنّ صاحبة الألبوم الجديد « موشحات » أكثر شهرة في فرنسا وبلجيكا وأمريكا وألمانيا، لكونها اشتغلت فنياً مع كبار الموسيقيين في العالم وراكمت تجربة غنائيةٍ، تمزج بين الأصالة الغنائية والتجريب الموسيقي المعاصر. كما أنّ صاحبة كتاب « طفولة مغربيّة » توازي في سيرتها الإبداعية بين الغناء وفعل الكتابة، بعدما صدر لها العديد من الكتب الأدبيّة واشتغلت منذ نهاية السبعينيات ككتابة وصحافية.
أمّا المخرجة أسماء هوري، فتُعدّ من الأصوات الجديدة المُذهلة التي تُقدّم أعمالاً مسرحية مغايرة، لا علاقة لها بالمسرح المغربيّ الحديث كما تبدو ملامحه الجمالية مُخيّمة على المشهد المسرحي. في حين تعمل صاحبة « خريف » على اجتراح أفق مسرحيّ جديد مُؤسّس ينبني على مفهوم «المعاصرة» ذلك إنّ مُجمل مسرحيتها تُقارب الواقع بطريقةٍ فكريّة جدليةٍ تقوم على تفكيكه ونقده، قبل الدخول في عملية التخييل، التي تُعدّ مدخلاً ناجعاً للشاعرة سكينة حبيب الله التي تعمل على نوعٍ من التجريب الأدبي، بين كتابة الشعر والرواية والقصّة، في مغامرة جماليّة تُوسّع فيها أفق الكتابة، وتجعلها مفتوحة على الجرح اليوميّ.