في حوارها هذا تعتبر الممثلة الفائزة بجائزة أفضل ممثلة في الدورة الأخيرة من المهرجان الوطني للمسرح بتطوان، أنّ مسرحية « إكستازيا » للمؤلّف والمخرج ياسين أحجام حصلت فيها على حرية من ناحية الوقت. هذا الأخير، يجعل الممثل لا يُفكّر في أيّ شيء باستثناء العمل على تقديمٍ جديد مسرحي يُعوّل عليه فنياً. فالحرية تُعطي للممثل إمكانية البحث في جسده عن أفكار ومشاعر وأحاسيس، حتّى يُعيد تمثّلها وإعادة إنتاجها داخل مشاهد مسرحية معينة. وتعتبر جندول بأنّ الطاقم الفني حين يكون متكاملاً ويشتغل بحرية مفرطة على النص المسرحي، لا من خلال اتّباع تعاليم المخرج والمؤلّف، بل الثورة على كلّ شيء من أل إعادة بناء المعنى. لهذا ترى صاحبة « لافيراي » أنّ زوجها المخرج ياسين أحجام جعل الفرقة تشتغل بحرية على مُستوى الأداء، إنّها طريقة جمالية مذهلة من أجل الحلم وإعادة ابتكار بعض المشاهد المسرحية بعيداً عن سُلطة المخرج ورقابته في علاقة الممثل بالنصّ المسرحي.
وتُؤكّد جندول في حوارها هذا، بأنّ المجانية ساهمت في تدهور المسرح المغربي. ففي العالم لا توجد مسرحيات مجانية، لأنّ المُشاهد يكون مُلزماً للبحث عن شراء التذكرة من أجل حضور العرض. كما أنّ المغرب يعاني من الوساطة الفنية التي تلعب دوراً بارزاً بين العمل المسرحي وجمهوره. والحقيقة أنّ دور هذا الوسيط الذي يتجسّد في النقاد والإعلاميين، بدأ في الآونة الأخيرة يتراجع إلى الوراء، بعد تراجع المثقف عن حضور المسرحيات. كل هذا في وقتٍ كان فيه المسرح بمثابة مختبر فني بين السينمائيين والموسيقيين والمثقفين على اختلاف مشاربهم الإبداعية والفكريّة.